المساء اليوم - هيأة التحرير: منذ تفجر فضيحة التسجيلات الصوتية لرئيس الفريق الاستقلالي بالبرلمان، نور الدين مضيان، يتصرف حزب الاستقلال بمنطق غريب جدا، بحيث أصبح الهدف الأول والأخير هو انتشال مضيان من الفضيحة وليس محاسبته. سيصعب على الكثيرين تصور أن حزبا مثل "الاستقلال" صار يتصرف مثل تنظيم مغلق وغامض يشبه تنظيمات العائلات الصقلية، لكن يبدو أن هذا الحزب، الذي عادة ما يوصف بحزب علال الفاسي، سار إلى ما هو أبعد، وعوض إنصاف امرأة وعضوة فيه ومنتخبة تحمل اسمه، والتي تعرضت لكل أشكال الإهانة والتشهير والحط من الكرامة، إلا أن هدف هذا الحزب صار هو إنقاذ المذنب وليس إنصاف الضحية. ومنذ الساعات الأولى لتفجر فضيحة تسجيلات مضيان حول رفيعة المنصوري، مارس الحزب كل أساليب الالتواء والمراوغة والفهلوة من أجل إنقاذ مضيان من هذه الورطة الخطيرة، وعوض فتح تحقيق جدي حول ما جرى، فإن المحاولات لم تتوقف من أجل ثني رفيعة المنصوري عن قرارها برفع دعوى قضائية ضد مضيان. المثير أن الكثير من الأسماء البارزة في الحزب تجندت لإنقاذ مضيان من هذه الورطة، على رأسهم الأمين العام نفسه، نزار بركة، الذي تصرف وكأن الحزب في ملكية مضيان فقط لا غير، وأعطى مثالا سيئا جدا عن مفهوم الزعامة الحزبية. في أي حزب طبيعي في العالم جرى فيه ما جرى في الاستقلال، كان قرار الطرد سيصدر بسرعة في حق المذنب، لكن حزب الاستقلال لا يزال، حتى الآن، مصرا على جمع أزباله تحت الحصير، رغم الرائحة العفنة لهذه الأزبال. ما يجري من محاولات يائسة ومقززة لإنقاذ مضيان من هذه الورطة سيزيد في تلطيخ صورة هذا الحزب الذي تحول إلى مجرد قناص للأعيان والأغنياء والمتردية والنطيحة وتقديمهم في الانتخابات لربح حفنة من المقاعد، بينما من يسمون أنفسهم "مناضلين" رضوا لأنفسهم بدور القطيع وممارسة دور المصفقين لأي شيء وأي قرار.. وفي أحسن الحالات يلوذون بالصمت. وإلى إشعار آخر، سيستمر حزب الاستقلال في محاولاته اليائسة لإنقاذ رجل اسمه مضيان، وهذا يذكرنا بالفيلم الأمريكي الشهير "من أجل إنقاذ الجندي ريان"، مع الفارق الكبير بين مضيان وريان.