المساء اليوم – متابعة: ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها "سيدة القاعدة" عافية صديقي مطالب محتجزي الرهائن والجماعات الجهادية المختلفة، حيث سعت جماعات إسلامية مسلحة من بينها تنظيم "القاعدة" وفروعها وتنظيم "الدولة الإسلامية"، لضمان الإفراج عن "صديقي" (42 عاما) مقابل الإفراج عن رهائن لديهم، وآخرهم الصحفي "جيمس فولي"، الذي قطع مسلحو "الدولة الإسلامية" رأسه في غشت الماضي. عاد اسم العالمة الباكستانية إلى الواجهة من جديد، يوم السبت حين طالب محتجز رهائن داخل كنيس يهودي بولاية تكساس، بالإفراج عن شقيقته، الباكستانية "عافية صديقي" المعتقلة بالولايات المتحدة بتهمة محاولة قتل جنود أميركيين في أفغانستان عام 2010. قصة صديقي بدأت في مارس 2003 في حقبة "الحرب على الإرهاب"، عندما تم اعتقال الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة"، ومهندس هجمات 11 شتنبر 2001، خالد شيخ محمد في مدينة كراتشي الباكستانية. وعقب اعتقاله، اختفت صديقي التي تعتقد الولايات المتحدة أن لها علاقة بـ"القاعدة"، كما اختفى أطفالها الثلاثة من كراتشي، تقارير أميركية وصفت صديقي بأنها أول إمراة يشتبه بعلاقتها بالتنظيم وأطلقت عليها لقب "سيدة القاعدة". بعد خمس سنوات على اختفائها، ظهرت صديقي في أفغانستان، حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني المضطربة، جنوب شرقي البلاد. وفي ليلة اعتقالها، تقول عائلتها إن "عافية وأبناءها الثلاثة أحمد ومريم وسليمان، كانوا يستعدون لمغادرة منزلهم، في حي غولشان إقبال الفخم في كراتشي، متوجهين إلى المطار، عندما اعتقلهم عناصر باكستانيون وأميركيون". وطبقا لوثائق محكمة أميركية، فقد كانت وقتها تحمل كيلوغرامين من (سيانيد الصوديوم) مخبأة في زجاجات كريم مرطب، كما كانت تحمل خططا لحرب كيميائية، ومخططات هندسية لجسر بروكلين، ومبنى إمباير ستيت في نيويورك، وسلمتها السلطات الأفغانية إلى القوات الأميركية التي بدأت في التحقيق معها. وبعد ذلك، مثلت صديقي أمام محكمة في الولايات المتحدة، وحكم عليها في 2010 بالسجن 86 عاما بتهمة الشروع في القتل، وليس للاشتباه بعلاقتها بتنظيم "القاعدة". ولا تزال جوانب كثيرة من القضية غير واضحة، ومن بينها، "أين كانت صديقي في الفترة منذ اختفائها في 2003 وحتى ظهورها مرة ثانية في 2008؟". وحتى قاضي المحكمة الأميركية ريتشارد بيرمان، أقر في حكمه أنه "لم يتحدد مطلقا سبب تواجد صديقي وابنها في أفغانستان". صديقي عاشت في كنف عائلة من صفوة المجتمع، ولم يكن في حياتها ما يدل على أنها ستنتهي إلى هذا المصير. أمضت طفولتها ما بين باكستان وزامبيا، وعندما بلغت 18 عاما، توجهت إلى تكساس، حيث يعيش شقيقها قبل أن تلتحق للدراسة في معهد ماساشوتسس المرموق للتكنولوجيا، وحصلت على شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة برانديز. وفي التسعينات رتبت عائلتها زواجها من أمجد خان الطبيب الذي يعيش في كراتشي، وانضم إليها في الولايات المتحدة. وأثناء دراستها كرست نفسها للعمل الخيري وتوزيع نسخ من المصحف في الجامعة التي كانت تدرس فيها. وابتداء من 2001 بدأت عافية وزوجها يظهران على رادار مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بسبب تبرعاتهما لمنظمات إسلامية، وشراء نظارات ليلية، وكتب حول الحرب وغيرها من المعدات بقيمة 10 آلاف دولار باسم زوجها، وفي العام التالي عاد الزوجان إلى باكستان، وطلبت "عافية" الطلاق. ويشتبه مسؤولون أميركيون أنها تزوجت بعد ذلك من عمار البلوشي ابن شقيق "خالد شيخ محم، رغم أن عائلتها تنفي ذلك، ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن عافية صديقي، عملت مع "القاعدة" منذ فترة تواجدها في الولايات المتحدة، وأمضت الأعوام من 2003 حتى 2008 في أفغانستان مع عائلة "البلوشي" الذي اعتقل في 2003، وقضى فترة سجن في غوانتانامو. ومع دخول "الحرب على الإرهاب" عقدها الثاني، تحولت صديقي الملقبة بـ"سيدة القاعدة" إلى "سيدة تنظيم الدولة الاسلامية"، إذ من الجزائر حتى العراق واليمن، يتكرر دائما اسمها في قائمة أسماء الأشخاص الذين يطالب الإسلاميون بالإفراج عنهم. وسعت جماعات إسلامية مسلحة من بينها تنظيم "القاعدة" وفروعها وتنظيم "الدولة الإسلامية"، لضمان الإفراج عن "صديقي" (42 عاما) مقابل الإفراج عن رهائن لديهم، وآخرهم الصحفي "جيمس فولي"، الذي قطع مسلحو "الدولة الإسلامية" رأسه في غشت الماضي. وأثناء محاكمتها في نيويورك في 2010، وهو الظهور العلني الوحيد لها منذ 2003، قالت "عافية" إنها اعتقلت "لفترة طويلة" في "سجن سري" في أفغانستان، ويُرجح أنها كانت "سجين شبح" في باغرام ورقمها 650، إلا أن الولايات المتحدة نفت ذلك.