موسم الافتراس..!

المساء اليوم/ هيأة التحرير:

يأتي الصيف فيتحول إلى موسم افتراس جماعي.. الجميع يفترس الجميع، الجميع ينهب الجميع، الكل يستغل الكل، والجميع يفعلون ذلك بحماس وبسرعة قياسية، لأنه في نهاية الصيف يجب على كل المفترسين إحصاء أرباحهم. إنهم أغنياء حرب بطريقة أخرى.

لكي تجلس على شاطئ البحر ينبغي أن تضحي كثيرا، المحروقات في عنان السماء، وسيارات الأجرة تفعل ما تشاء، والنقل السري يعربد، وعندما تصل الشاطئ تجده محتلا بالمظلات والكراسي، والسعر ثابت ومحدد، وإذا كنت صاحب سيارة يجب أن تدرك أن عصابات “الجيلي الأصفر” حددت مسبقا أسعارا للظل وأسعارا للشمس.

تحاول أن تأكل شيئا فتجد أن وجبة سمك خفيفة أغلى من مطعم في واشنطن، وسعر كأس شاي تكاد تدفعه بالدولار، والنادل عبوس لا يقول شكرا وكأنك اقتحمت عليه غرفة نومه.

في كل مكان استغلال وغش ونصب واحتيال، وفي نهاية هذه “السلسلة الغذائية” هناك الإنسان البسيط، البسيط جدا الذي يكتوي بنار ثلاثية الأبعاد، نار الحرارة ونار الأسعار ونار العربدة. هناك مقهى فارهة أقيمت بشكل غير قانوني على الملك البحري كتبت إعلانا يقول: ممنوع الجلوس أكثر من ساعة ونصف..!!

نحن مجتمع ننافق أنفسنا في كل لحظة، نتحدث كثيرا عن الدين ونملأ المساجد مثل مؤمنين حقيقيين ونفترس بعضنا عند أول منعطف. نحن مرضى فعلا.

في كل مكان زحام وجشع ونفاذ صبر. الصيف يفضحنا أكثر، إنه يكشف عيوبنا الأكثر كارثية، بينما أصحاب الثروات والمهربون ولصوص المال العام في أعلى عليين..  إنهم لا يدركون ما يحدث لنا.. نحن في كوكب وهم في كوكب آخر.. لا نشبههم ولا يشبهوننا.. هم يكترون فيلات وإقامات على البحر وبمسابح خاصة بعشرين ألف درهم لليلة.. ونحن نقضي العطلة كلها بميزانية مفجعة. من يأتون بالمال..؟ إنهم يخطفونه من جيوبنا..

الصيف مرآة نفوسنا..

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )