ندوة الشبيبة التجمعية بالمضيق: لا نلتفت للتشويش.. وسنحقق المزيد من الإنجازات

المساء اليوم – المضيق:

أجمع مشاركون في ندوة نظمت بعمالة المضيق الفنيدق، بتطوان، مساء الثلاثاء، على أن الحكومة الحالية، برئاسة عزيز أخنوش، كسبت شرعية الإنجازات، والتي تحققت بعد شرعية صناديق الانتخابات.

الندوة التي أشرفت عليها “المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة”، حملت عنوان “الحكومة: من شرعية الصناديق الى شرعية الإنجازات”، ونظمت بتعاون مع التنسيقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار باقليم المضيق الفنيدق.

وعرفت الندوة حضور رئيس الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي والتضامني لحسن السعدي، وعبد الواحد بولعيش، نائب رئيس مقاطعة طنجة المدينة ورئيس الفريق التجمعي بالجماعة الحضرية لطنجة، وتوفيق البوش نائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومصطفى الهروس رئيس مجلس عمالة إقليم الفحص أنجرة، وحسن الشاعر المنسق الإقليمي للحزب بإقليم المضيق الفنيدق.

وفي كلمته خلال الندوة قال عبد الواحد بولعيش إن “هذه اللمة التجمعية ستناقش نصف مرحلة العمل الحكومي، وأن هذا الموضوع مهم جدا ويجرنا إلى الحديث في الكثير من المواضيع الأخرى، حيث كانت هناك الكثير من الإنجازات رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر منها المملكة ووجود إكراهات اقتصادية داخلية وخارجية.

وأضاف بولعيش “هناك مثل مغربي يقول: من لا تاريخ له لا مستقبل له. والتجمع الوطني للأحرار له تاريخ، وهو أيضا موضع ثقة جلالة الملك. كما أن الحزب هو أول من أنزل النموذج التنموي الجديد، كما أنزل الحزب برنامج 100 يوم .. 100 مدينة، والحزب نزل إلى الشارع والتقى بجميع فئات المجتمع ومن جميع الطبقات، إنه حزب مفتوح لجميع المواطنين بدون استثناء”.

واعتبر بولعيش أن شرعية الصناديق جاءت من الاقتراع طبعا، والحزب حظي بتعاطف شعبي كبير بفضل برامجه قبل الانتخابات، وهي برامج وصلت إلى المناطق النائية والهشة، وبناء عليها تم وضع الكثير من الأولويات الحكومية.

ووصف بولعيش برنامج 100 يوم.. 100 مدينة بأنه “كان عاملا مهما في استقطاب نخب جديدة.. والفضل للسيد رشيد الطالبي العلمي.. ونحن التحقنا بالحزب بفضل النقاش معه، مع أنه لم يطلب منا الانضمام للحزب، لكننا اقتنعنا بذلك بفضل برامج الحزب وديناميته”.

مع حلول الانتخابات، يقول بولعيش، لم نكن ننوي الترشح، لكن وجدنا أنفسنا في غمرة الانتخابات التي خضناها بحماس وجدية كبيرتين، وحصلت قائمتنا في طنجة على المرتبة الأولى، رغم أن الحزب تعرض لمجموعة من الصعاب والهجومات غير المبررة، لكننا حققنا مكاسب كبيرة.

واعتبر المتحدث أن هناك أيضا شرعية مستندة على قوة التنظيم الحزبي، وعندنا 20 منظمة موازية في جميع المجالات، شبابية وحرفية ومهنية وغيرها. كما أن 60 في المائة من برلمانيي الأحرار وجوه جديدة، والنموذج أمامنا في هذه الندوة من خلال لحسن السعدي، أو من خلال مصطفى بايتاس، ففي النهاية يصل الأكثر كفاءة. ليس من السهل الحصول على 103 برلمانيا وثلاثون مستشارا، ولولا القاسم الانتخابي الجديد لحصلنا على نتائج أكثر بكثير.

وأشار بولعيش إلى أن هناك “إنجازا متميزا لحزب التجمع الوطني للأحرار من خلال ترؤس الطالبي العلمي للبرلمان لمرتين. هذا الرجل مدرسة سياسية بكل نا في الكلمة من معنى. إنه الرجل الغيور على وطنه وعلى حزبه”.

واعتبر المتدخل أن “المحطة الانتخابية المقبلة 2027 يجب الاستعداد لها بمزيد من الإنجازات. كما أن المغرب في طريق تنظيم حدث عالمي كبير مثل المونديال، وهو ملف يسهر عليه جلالة الملك شخصيا”.

وربط بولعيش شرعية الإنجازات لحكومة عزيز أخنوش بعدد من القطاعات والبرامج، مثل برنامج الدولة الاجتماعية، وقطاع الصحة وغيرهما.
في قطاع الصحة،  يقول بولعيش، كان لدينا مركزا صحيان كبيران، وسنصل قريبا إلى 12 مركزا. بالإضافة إلى الكثير من المراكز الصحية القرب. كما أن التغطية الصحية صارت إنجازا حقيقيا، وهو ما يعكس أننا نسير في الطريق الصحيح.

وبخصوص التعليم، يضيف المتدخل، فهو ورش صعب، لكن هناك إرادة حقيقية لإصلاحه لأنه المقياس الحقيقي لأية دولة متقدمة.
خصوصا من خلال نموذج المدرسة الرائدة.

أما مجال التشغيل، فقد وصفه عبد الواحد بولعيش بأنه “الميدان الصعب الذي يؤرق الجميع، لكن الحكومة خلقت الآلاف من مناصب الشغل، بالإضافة إلى دعم ومواكبة المشاريع الاقتصادية المتوسطة والصغيرة وغيرها. وهناك أيضا برنامج أوراش وجواز الشباب. ثم الاقتصاد التضامني، الذي ظهرت آثاره جلية وعادت بالفائدة على قطاعات عريضة من المجتمع المغربي. لذلك كيفما كانت شرعية الصناديق، فإن شرعية الإنجازات لها وجهها الآخر الأكثر أهمية، وهو ما انعكس أيضا على القطاع الثقافي، من خلال ترسيخ الصناعة الثقافية وإعطاء مساحات إضافية للشباب في هذا المجال وترسيخ مبدأ التراث اللامادي، يختم بولعيش.

من جهته قال توفيق البورش إن موضوع الندوة متشابك وصعب جدا لإنه يجب تناوله من جهات متعددة، “أنا كنت كاتبا عاما للشبيبة التجمعية، وخلال هذه المدة عاينت كم التغييرات الهامة التي عرفها الحزب وطريقة اشتغاله”.

وأضاف البورش أن الحكومة ليست مجرد سلطة تنفيذية، ونفخر بأن حكومة أخنوش هي الأفضل من حيث طبيعة الإنجازات والأوراش التي أقامتها، كما أن الحكومة التزمت بأجندة إحداث تغيير حقيقي، رغم ما يتخلل ذلك من اتخاذ قرارات صعبة، وأحيانا مؤلمة.

وأشار المتدخل إلى أن الحكومة لم تعتمد على ترويج الشعارات الفارغة، بل عملت على تحقيق الإنجازات الملموسة، تحت قيادة جلالة الملك، وأن الوظيفة العمومية لا يمكن أن تستوعب الجميع، لذلك لا بد من خلق وتشجيع مجالات مختلفة للاستثمار من أجل استيعاب المزيد من خريجي الجامعات كل عام.

وقال المتدخل إن الحزب لا يلتفت للمزايدات للتي يتم ترويجها في الشارع أو عبر مواقع التواصل، ولا ينبغي الالتفات إليها لأنها حملات مسعورة هدفها تبديد الزمن السياسي وتشتيت المجهودات التي تقوم بها الحكومة، وأنه رغم كل الإكراهات لم تستسلم الحكومة لمنطق التبرير والاستسلام للواقع، وفي سنة واحدة تم تحقيق ما لم يتم تحقيقه في عشر سنوات، خصوصا في المجال الاجتماعي، عبر الدعم المباشر على الخصوص، وأنه تم تحقيق إنجاز اقتصادي كبير من خلال 140 مليار دولار كناتج داخلي خام، وهذا إنجاز كبير يجب أن نفخر به، فنحن لا ندافع عن الحكومة عن هوى أو من فراغ، يقول البورش.

أما مصطفى الهروس، رئيس المجلس الإقليمي للفحص أنجرة فقال
“نحن كمسؤولين جهويين برنامجنا المحلي هو البرنامج الحكومي.
لكن لا يزال هناك الكثير مما يمكن عمله، رغم كل ما تحقق من إنجازات. وهناك الكثير من الإجراءات التي وجدت الحكومة نفسها فيها. كما أن هناك أيضا الإكراهات العالمية المتعلقة بظروف مثل الحرب الروسية الأوكرانية، أو صعود اليمين المتطرف، وحتى وصول ترامب إلى السلطة وحرب الذعائر الجمركية.

وقال الهروس “أنا كمنسق إقليمي ألاحظ التغيرات في البوادي، في النقل المدرسي والطرقات والصحة والتعليم. اليوم هناك تعليم متجر في البوادي، وهناك أسر متواضعة وصل أبناؤها وبناتها لأعلى المراتب التعليمية. وفي عمالة المضيق الفنيدق هناك تطور كبير على مستوى البنيات التعليمية، لكن للأسف هناك إقبال ضعيف من طرف أبناء المنطقة.

ووجه الهروس دعوة لشباب المنطقة بضرورة الانفتاح على الفرص المتاحة لهم والتوقف عن الشكوى واقتحام المشاريع عوض الكلام والتفكير في الهجرة السرية.لحسن السعدي:

من جانبه وصف لحسن السعدي الأسلوب الحكومي في العمل بأنه
واضح، من قبله فمرحبا.. ومن لم يقبله فذلك شأنه، وأن الخصم الحقيقي هي السموم التي يتم زرعها في عقول الناس عبر الخطاب التيئيسي، ومن يتتبع وسائل التواصل سيصاب بالاكتئاب من دون أي شك.

وأضاف السعدي “عوض أن ينتقدوا النقد البناء أو يخرجوا ببدائل إيجابية، فإن ما يفعلونه هو التيئيس. فإذا أعطينا 500 درهم كدعم اجتماعي، فإن التنافس يقتضي رفعها لألف درهم. هذا هو العمل الحقيقي،  وليس الانتقاد من أجل الهدم.

واعتبر السعدي أن هناك توجها نحو الانتقام السياسي عبر تشويه صورة البلد، فلا يهم هؤلاء 35 ألف من الذين توفروا على مساكن بعد زلزال الحوز، بل فقط بضعة مئات من الذين لم يحصلوا عليها بعد.

كل ما يهمهم، يقول السعدي، هو الحصول على المشاهدات والأموال وليس صورة البلد. إنها طفيليات سياسية تسيء للوطن من أجل أهداف تافهة. في الماضي كانت منافسة سياسية ناضجة وزعماء سياسيين بمعنى الكلمة. لكن هناك اليوم بقايا اليسار الذين لا يشرفون اليسار ولا تهمهم المبادئ اليسارية.

وأضاف “شاهدنا في رمضان الحالي زعيما يسمى نفسه يساريا ارتدى جميع الجلاليب والطرابيش التي لديه في الدولاب، وكل هدفه الضرب في شخص عزيز أخنوش. فهل كان أخنوش في حاجة لدخول السياسة لكي يصنع ثروة..؟! إنه شخص موسر من الأساس، بل إنه ضحى براحته النفسية ودخل المعركة السياسية من أجل مصلحة الوطن”.

واعتبر السعدي أن المغاربة يهمهم الحصول على أجوبة حقيقية على تساؤلاتهم التي تهم حياتهم اليومية. فالسياسة أصلها التنافس من أجل خير المواطنين، وأن الإنجازات يعاينها الجميع.

وختم السعدي قائلا “مسؤوليتنا اليوم في التأهيل والتكوين وتشجيع المبادرات الحرة، وعلاقة التجمع الوطني للأحرار بالمواطن مبنية على الذكاء، ولا نهتم بالتشويش الفارغ، ويجب أن نحافظ على التعبئة ووحدة الصف والاستعداد للاستحقاقات المقبلة برأس مرفوع لأن أمامنا تحديات عالمية، مثل حدث المونديال وكأس إفريقيا، ويجب أن نجعل المغرب في أحسن حلة”.