نقابات تعليمية أم شبكات إجرامية..!؟

المساء اليوم- هيأة التحرير:

مر كل هذا الوقت على الاتفاق المعلن بين الحكومة والنقابات التعليمية، التي تصف نفسها بأنها الأكثر تمثيلية، وإلى حد الآن لا يزال ملايين التلاميذ حبيسي منازلهم، بينما زعماء النقابات لا يزالون متحمسين للرقص في الشوارع على إيقاع شعارات إيقاعية تحاكي تمايلات فيفي عبدو.

لا نقول فقط إن هذه النقابات تتميز بعقلية إجرامية لكي تقترف كل هذا الإجرام في حق ملايين التلاميذ المغاربة، بل نقول أيضا إن لها عقلية داعشية محضة، بحيث لا تتردد في استعمال ملايين التلاميذ كدروع بشرية من أجل حفنة من الدراهم، أما شعار “كرامة الأستاذ أولا” فقد ذهب مع الريح من زمن بعيد، وبالضبط منذ دخل أغلب الأساتذة مرحلة ابتزاز ونهب جيوب آباء التلاميذ بزعم الدروس الإضافية.

نعرف أن المضربين لن يعودوا قريبا إلى الأقسام لأنهم يشتغلون كل يوم في الساعات الإضافية لنفس التلاميذ ضحايا الإضراب، ويتقاضون مقابل ذلك أضعاف أضعاف رواتبهم، لذلك فهم مصرون على  رفض الاقتطاع من رواتبهم بفعل الإضراب حتى تكون غنائم الإضراب أكبر.

النقابات التعليمية وقطيع المضربين يعرفون أنهم فقدوا احترام المغاربة، لذلك يتصرفون مثل فيل هائج في متحف قش، أما الخسائر فسيدفعها التلاميذ المغاربة من مستقبلهم ومن جيوب أولياء أمورهم، فهذا الإضراب موجه أصلا ضد المغاربة البسطاء وضد المدرسة العمومية.

لم تعد صورة ممثلي المضربين في أذهان المغاربة تختلف عن صورة مافيوزيين بنظارات سوداء وهم يدخنون ويحتجزون رهائن بين أيديهم ويوجهون نحوهم أسلحتهم ويطلبون الفدية، هذا بالضبط ما تفعله النقابات التعليمية، التي صار زعماؤها يقتدون بقطاع الطرق لنيل مبتغاهم.

للأسف، فإن هذه الحكومة ليست قادرة على أي شيء، ورغم أنها رضخت لابتزاز النقابات إلا أن هذه الأخيرة تريد الجمل وما حمل، وبعبارة أصح فقد صارت هذه النقابات ألعوبة في يد جهات تريد اللعب باستقرار المغرب وسلمه الاجتماعي.

من الممكن، لو طال هذا الإضراب الداعشي أكثر، أن يضرب التلاميذ عن العودة إلى المدارس، ويطالبون بدورهم بمحاكمة النقابات الإجرامية والتحقيق في فساد زعمائها وأعضائها، فليس هناك فارق كبير بين المافيا وهذه النقابات التي يعرف الجميع مقدار الفساد الذي يغرق فيه أعضاؤها وقادتها.
ربما في يوم قريب يجب، أيضا، الكشف عن الجهات التي تقف خلف هذا الإضراب الإجرامي، الذي تحول إلى شتيمة في حق الشعب المغربي وأبنائه، وسيذكر التاريخ أن رهطا من المرتزقة قادوا واحدا من أطول الإضرابات في العالم، وأنهم مثل كل الجبناء، حصلوا على الفدية من وراء استخدام ملايين التلاميذ دروعا بشرية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )