المساء اليوم - هيئة التحرير: عاد فريق الوداد الرياضي البيضاوي بثلاثة هزائم من كأس العالم للأندية، والأفدح من ذلك أنه عاد يجر خلفه صورة سلبية جدا، ليس عن الفريق البيضاوي فقط، بل عن كرة القدم المغربية بشكل عام. قبل مشاركة الوداد قيل الكثير عن مشاركة قد تكون استثنائية، وصرح مدرب الفريق، محمد أمين بنهاشم، أن الوداد لن يكون فريسة سهلة في التظاهرة، وفي النهاية كان الفريق فريسة، بغض النظر إن كانت الفريسة سهلة أم صعبة. لم يقدم فريق الوداد ما يثبت فعلا أنه فريق يتمتع بصيت وطني وإفريقي كبير، واعتقد كثير ممن تابعوا مبارياته أن لاعبي الفريق أصيبوا، ربما، بصدمة حضارية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم لم يبذلوا أي جهد من أجل تحقيق نتائج إيجابية. حصد الوداد كل تلك النتائج الكارثية بعدما تعاقد مع لاعبين اعتقدهم نجوما، وهنا يجب محاسبة من كانوا مسؤولين عن التعاقدات الفاشلة، ولو أن الوداد ذهب إلى الموندياليتو بتشكيلته الأساسية لحقق، ربما، نتائج أقل سوءا. الذين تابعوا مباريات الوداد في ميامي سيتذكرون أكثر حادثة السير لمدرب الفريق وعدد آخر من المرافقين، وسيتذكرون، على الخصوص، وجه المدرب بنهشام بضماداته السوداء، وكأن هناك رغبة ملحة في إبرازها، وكذلك مشيه على عكازين في المباراة الأخيرة أمام العين الإماراتي، وكأن حادثة السير كانت السبب في حصد تلك النتائج المخجلة..! لكن هناك أشياء مخجلة أكثر من نتائج الوداد في موندياليتو ميامي، ومن بينها مستوى البطولة التي لا علاقة لها بالبطولة، لذلك لا نعرف لماذا نستمر في تسميتها بهذا الإسم العجيب..! كان كأس العالم للأندية مناسبة لكي يفضح أشياء كثيرة، يفضح مستوى كرتنا التي صارت تعتمد فقط على ما يستقطبه المغرب من مواهب في الخارج، ثم نطبل ونُزمّر لأنفسنا وكأننا صرنا ننافس الأمم العظيمة في الكرة. لو أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تمتلك حس المسؤولية فعلا، فيجب أن تعيد النظر بشكل شامل في الطريقة التي ندير بها "بطولتنا"، وأكثر من هذا ينبغي على فوزي لقجع التوقف عن التصرف كبطل قومي والنزول من فوق السحاب إلى أرض الواقع لاكتشاف الحالة المريضة لكرة القدم الوطنية. ربما لا ينبغي أن نلوم لاعبي الوداد كثيرا، فهم مجرد جزء من جبل الجليد القابع تحت الماء، وهم، في البداية والنهاية، ضحايا لسياسة كروية عرجاء صارت تعتمد على سياسة الالتقاط عوض سياسة الزرع والبناء. وفي كل هذا، فإن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن نستمر في دفن رؤوسنا في الرمال، وكأن لا شيء حدث، ونواصل بناء أحلام من رمال، أحلام ستنهار مع أول هبة ريح إذا لم نقم بنقد ذاتي حقيقي يعيد للكرة المغربية وهجها، ونتوقف عن التقاط اللاعبين من أطراف العالم والزعم بأن الكرة المغربية بألف خير.