المساء اليوم - أصيلة: اختارت أصيلة حلا وسطا وتم انتخاب طارق غيلان رئيسا جديدا لمجلسها البلدي، بعد وفاة الرئيس السابق محمد بنعيسى، الذي شغل هذا المنصب لقرابة 40 عاما. وتم انتخاب غيلان اليوم الخميس بأغلبية مطلقة، بعد توافق داخل حزب الأصالة والمعاصرة، وهو الحزب نفسه الذي كان ينتمي إليه الرئيس الراحل، مما يعني أن التوافقات لعبت دورا رئيسيا في هذا الاختيار الذي جنب المجلس معركة كسر عظام. ونال الرئيس الجديد أصوات 22 مستشارا، هم عدد مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة في المجلس، بينما حصل منافسه أحمد الجعيدي على 6 أصوات، يمثلون فريق الاتحاد الدستوري المعارض. وبدا لافتا أن تيار النائب الثاني لبنعيسى، عبد الله الكعبوري، خرج بخفي حنيْن من الاقتراع، علما أنه كان يعتبر نفسه الأوفر حظا لخلافة الرئيس الراحل. ولم تسلم عملية انتخاب الرئيس الجديد من مناوشات "نيران صديقة" بين أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، حيث لم يلتزم مستشاروه بما قررته القيادة الجهوية، التي كانت تطمح إلى منح الكعبوري وضعا أكثر قوة بتشكيلة مكتب المجلس، خصوصا وأن الكعبوري حاول، مباشرة بعد وفاة بنعيسى، السيطرة على مقاليد المجلس بدعوى أنه يتوفر على "عقد إراثة سياسي". ويرى مراقبون أن "النيران الصديقة" التي تخللت عملية تشكيل المكتب تشي بأن حزب الأصالة والمعاصرة بأصيلة سيذهب قريبا إلى مزبلة التاريخ، على اعتبار أنه كان يستند فقط على كاريزما الرئيس الراحل محمد بنعيسى. يذكر أن محمد بنعيسى ظل أغلب مراحل عمره السياسي عضوا وقياديا في حزب التجمع الوطني للأحرار، وكان التحاقه بالأصالة والمعاصرة في الفترة الأخيرة بسبب خلافات حادة مع المنسق الجهوي السابق بالحزب، محمد بوهريز.