المساء اليوم: رغم التفاهم الضمني بين البلدين على "تجاهل" موضوع المدينتين، احتجت إسبانيا على رسالة بعثها المغرب إلى المفوضية الأوروبية يحتج فيها على وصف مدينتي سبتة ومليلية بالإسبانيتين وأنهما حدود الاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية. وسبتة ومليلية تحت سيادة إسبانيا ويطالب بهما المغرب، وتصفهما مدريد بـ "الإسبانيتين"، فيما يعتبرهما المغرب "مغربيتين محتلتين" من قبل إسبانيا، في بوادر توتر جديد بين البلدين بعد تجاوز الأزمة الدبلوماسية، العام الماضي. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن حكومة مدريد أرسلت مذكرة للمغرب للاحتجاج على رسالة الرباط إلى المفوضية الأوروبية. وقد أرسلت وزارة الشؤون الخارجية الرسالة إلى السفارة المغربية لدى إسبانيا. الرسالة الإسبانية كانت واضحة وترفض بشكل قاطع المصطلحات، التي استخدمتها الحكومة المغربية في خطاب الاحتجاج الصادر إلى المفوضية الأوروبية بعدما كان المغرب احتج على وصف نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مارغريتيس شيناس، للمدينتين بالإسبانييتن وهو ما أثار غضبا مغربيا. بعدها قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، إن الرسالة المغربية إلى المفوضية الأوروبية جاءت بعد "الانزلاق" الذي وقع فيع نائب رئيس المفوضية الأوروبية بشأن مدينتي سبتة ومليلية "المحتلتين"، بحسب تعبير المسؤول المغربي. وقالت الإذاعة الإسبانية إن الرسالة المغربية قد توتر العلاقات بين البلدين، بعد أن كانا وقعا على اتفاقية، في أبريل الماضي، بموجبها يتجنب كل بلد الإساءة إلى البلد الآخر، خاصة فيما يتعلق بالسيادة. ويبدو أن هذا التوتر قد يعيد العلاقات بين الرباط ومدريد إلى نقطة الصفر، خصوصا مع الخسارة المدوية للحزب الاشتراكي الإسباني قي الانتخابات البلدية التي جرت الأحد الماضي والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة ستجري الشهر المقبل وهو ما يعني عودة قوية للحزب الشعبي اليميني، الذي لا يخفي عزمع إعادة النظر في موقف الاشتراكيين الإسبان من مقترح الحكم الذاتي في الصحراء. هناك إذن معضلة قادمة، ويبدو أن شهر العسل المغربي الإسباني قد لا يدوم طوبديلا.