“وحده الحب”.. الفيلم الذي ألغى الحدود بين المغرب والجزائر

المساء اليوم:

سميرة مغداد

عرض مساء الثلاثاء في قصر الفنون والثقافة فيلم “بالحب وحده” للمخرج كمال كمال وهو العنوان المترجم من الفرنسية que d amour ويمكن ترجمة فكرة وقصة الفيلم باستكمال عنوان الفيلم ليصبح وحده الحب يلغى الحدود.

أخلص عنوان الفيلم منذ بدايته إلى قصتي حب متلاشية على حدود المغرب والجزائر في مدينة وجدة تجمع بين مغربي وجزائرية وبين مغربية وجزائري.

القصة الرئيسية هي لأميرة زوجة الجزائري الفنان العازف التي اصابها المرض الخبيث، وانتهت بالموت، وكانت كل رغبتها أن تدفن في قرية زوجها بجبل عصفور في الضفة الأخرى، بينما ظل الزوج العاشق لزوجته عاجزا منهارا بسبب عدم قدرته على تحقيق حلم أميرته نهارا، قبل أن يجد تعاطفا قويا من الجميع، وتتحول إلى قضية رأي عام من خلال مجموعة من الأحداث، لتتحول الجنازة إلى مسيرة صامتة بالشموع أحرجت السلطات في البلدين وأنسنت قضية سياسية شائكة لاحل لها بعد.

استطاع المخرج كمال كمال بجهد جهيد أن يخلق وهج النهاية ويستعمل كل المؤثرات الفنية ليمنح الفيلم دفئ المشاعر وروح التلاقي الإنساني الذي يلغي كل الحدود . وكنا في الحقيقة أمام احتفالية كبرى بالموسيقى والطرب الذي أذكى التعاطف وشحن القلوب، بل يمكن اعتبار الفيلم عبارة عن ملحمة موسيقية وظفت بتمعن لمنح الحرارة اللازمة لمجريات الأحداث التي أغرقتنا في الحب والحلم.

لا بأس للفنان والمبدع أن يحلم ويحلم وأن يحلق بنبض القلب بعيدا عن الواقع ويرتبط أساسا بهوية المكان والشخوص واللغة.

لقد منحنا لكمال كمال فرصة للحلم والتذكير بقضية حساسة فرضت حدودا بين بلدين قريبين جدا.. دعوة الحب لاترد، ولعل أفكارا أخرى في هذا الاتجاه قد تنجح في إذابة الأحقاد وتلغي حدودا وهمية طال أمدها سواء في المغرب أو غيره.

يبقى فيلم “وحده الحب “عمل مغربي أصيل كان من الممكن ألا يتم اللجوء إلى الفرنسية مت أجل وضع عنوان أصيل أكثر، من قبيل “هذا هو الحب” أو شيء متداول من كلام الحب في المنطقة الشرقية أو ببساطة عبارة “نبغيك ونموت عليك”.. لتكون السينما منا وإلينا.. سينما ديالنا، خاصة في مهرجان وطني يقام كل عام ليعزز الانتماء والهوية بالدرجة الأولى.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )