المساء اليوم - أ. فلاح: في حال صدقت الترتيبات التي يجري الإعداد لها حاليا، فإن "حكومة المونديال"، التي ستتولى تسيير مقاليد شؤون البلاد بعد الانتخابات المقبلة، قد تضم في صفوفها أول "وزير إسباني"؛ وربما قد يتولى هذا "الإسباني" وزارة سيادة. ولا يبدو هذا الكلام مجرد خيال علمي، أو بالأحرى خيال سياسي، في ظل الحديث القوي عن ترؤس فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة ما يسمى القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، للحكومة المقبلة، لأسباب لا تزال غامضة حتى الآن. ومن باب الحسابات البسيطة، فإن المنصوري تسدل حماية غير طبيعية على عمدة طنجة، منير ليموري، والذي يقوم حاليا بترويج حملة غير عادية مفادها أنه ضمن مقعده في حكومة المونديال، بقيادة المنصوري، وأنه قد يتولى وزارة الخارجية، على الأرجح. ولا يُعرف سر اختيار ليموري، المعروف بطنجة بلقب "مُول الصبّاط"، بسبب عمله كإسكافي سابقا، لوزارة الخارجية بالضبط، غير أنه من المرجح أنه اختار هذه الوزارة لأنها ستمكنه من مواصلة هوايته المزمنة في الأسفار الكثيرة و"تحسين صورة المغرب في العالم"، كما صرح من قبل. وما يبدو أكثر إثارة هو أن "مُول الصبّاط"، سيكون قد اكتسب جنسية إضافية قبل الانتخابات المقبلة، في ظل حديث عن شرائه لسكن فاخر بالجنوب الإسباني. ووفق جريدة "الصباح"، الواسعة الانتشار، فإن عمدة طنجة قد يكون اشترى سكنا فاخرا في منطقة "سوطو غراندي"، بالجنوب الإسباني، وهي معلومة لم يعلق عليها العمدة حتى الآن، كما أن حزبه "البام" لم يقدم أي توضيح لهذا الخبر، سواء بالتأكيد أو النفي. وتقدم إسبانيا تسهيلات كبيرة للأجانب الذين يقتنون مساكن في إسبانيا، من بينها منح الجنسية الإسبانية بشكل أوتوماتيكي، خصوصا لمن يقتنون مساكن يفوق سعرها 300 ألف أورو. ولا يُعرف، حتى الآن، السعر الذي دفعه "مُول الصبّاط" مقابل سكن إسبانيا، غير أنه في حال تأكد المعلومة فإن عمدة طنجة سيكون من حقه الاكتساب الفوري للجنسية الإسبانية، وبالتالي سيكون أول "وزير خارجية إسباني" في تاريخ الحكومات بالمغرب. ومن المثير أن ليموري، الذي اكتسب بعض الجمل بالإسبانية حين كان يشتغل مع إسباني في ورشة للأحذية بطنجة، لا يمتلك مستوى دراسيا يؤهله لمنصب وزير، أو برلماني، أو حتى عمدة، إلا أنه يضع ثقته الكاملة في فاطمة الزهراء المنصوري، التي يُعتقد أنها وفرت له منذ الآن الضمانات الحزبية الكاملة لكي يكون هو مرشح الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة، وبالتالي فإنها ستُعبّد له الطريق نحو الوزارة، وربما وزارة سيادية. ولا يبدو حزب الأصالة والمعاصرة مكترثا بما فيه الكفاية للفضائح الكثيرة التي يجرها خلفه عمدة طنجة، بما فيها توقيعه على رخص مشبوهة وتورطه في الفضيحة البيئية الكبيرة والخطيرة عبر إلقاء سموم خطيرة في البحر يوميا، وملف "العمدة مون بيبي" الذي أدى بمستشاره السابق إلى السجن، وملف التأشيرات التي قادت مستشارة جماعية إلى السجن وأفلت منها (بمعجزة) مستشاره الحالي، وكثير من الفضائح الأخرى. ورغم أن الكثيرين يعتبرون وصول "مُول الصبّاط" إلى الحكومة، وحتى للبرلمان، دعابة ثقيلة الظل، إلا أن الوفاء الكبير المتبادل بينه وبين فاطمة الزهراء المنصوري قد يحقق له هذه الأمنية، خصوصا وأن ترؤس المنصوري لحكومة المونديال تبدو مسألة وقت فقط. و مؤخرا، استقال محمد احميدي، وهو قيادي بحزب "البام" بالشمال، من ترؤس فريق الحزب بمجلس المدينة، احتجاجا على الدعم اللامشروط الذي تقدمه المنصوري لمُول الصباط، وهو ما أصبح يهدد بتفجير الحزب من الداخل. كما أن العمدة "مُول الصبّاط" يفخر باستمرار "بصداقته" مع الوالي يونس التازي، وهو ما يعتبره تأكيدا قويا للمستقبل السياسي الكبير الذي ينتظره، وفوزه الأكيد في الانتخابات التشريعية المقبلة. وعلى الرغم من الفارق الزمني، الطويل نسبيا، على إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، إلا أن حزب "الأصالة والمعاصرة" يتصرف وكأنه ربح الانتخابات، بل وعيّن المنصوري رئيسة للحكومة، والتي صارت تحمل منذ الآن لقب "رئيسة حكومة المونديال".