المساء اليوم: في الكثير من المحطات الحاسمة التي عاشها المغرب، فلاحيا وغذائيا، في الأشهر الماضية، كانت وزارة الفلاحة الغائب الأكبر، بل إن وزير الفلاحة، محمد صديقي، بدا وكأنه وزير بدون حقيبة. آخر هذه المحطات الجدل الذي اشتعل بين المغاربة حول خطورة فاكهة الدلاح، خصوصا بعد أن خرج مكتب السلامة الصحية "أونصا" ببيان يحذر من خطورة المبيدات الكيماوية على هذه الفاكهة الشعبية، وحدد بالإسم سوق "مرجان" بأكادير الذي يبيع هذه الفاكهة الملوثة، وحدد أيضا المناطق التي يزرع فيها الدلاح الملوث. غير أن وزارة الفلاحة ظلت غائبة تماما عن هذا الجدل وكأن الأمر لا يعنيها، وهو ما حدث في مرات كثيرة أخرى، خصوصا عندما منعت مصالح المراقبة بإسبانيا استيراد شحنات كبيرة من الدلاح المغربي بسبب توفره على جرعات كيماوية كبيرة. ويبدو أن وزير الفلاحة الذي أمضى سنوات طويلة في هذه الوزارة، كاتبا عاما في عهد أخنوش ثم وزيرا الآن، يوجد في حالة شرود واضح، بل لم يستطع تحقيق الوعد الذي قطعه على نفسه من قبل بالعمل على تخفيض نسبة زراعة الدلاح بسبب استنزافه الخطير للموارد المائية الجوفية، بل إن العكس هو الذي حصل، وارتفعت زراعة الدلاح ومعها ارتفاع خطير في استعمال المواد الكيماوية. هناك أشياء كثيرة أخرى تشي بأن وزارة الفلاحة صارت من أضعف الوزارات بالمغرب، في وقت كان مطلوبا أن يحدث العكس تماما في ظل الظروف المناخية الخطيرة التي يعرفها المغرب خصوصا، والعالم عموما.