عبد المجيد الإدريسي العظام البشرية حفريات تؤرخ للمسيحيين الإسبان لماَّ احتلوا جزءا من أمريكا بإبادتهم للهنود الحُمْر أصحاب الأرض ، بزعْمهم البحْث عن الذهب، و لإفلات أبناء البلد من الموت عكفوا على عبادة الذهب الذي منحوه للغزاة الذين أخذوه و أبادوا الهنود . اشتكى مَلِك الهنود لملك إسبانيا بما كان يحدُث دون جدْوى ، ثمَّ سأل قِسيسا مَسيحيا قائلا : هل المسيحيون يدخلون الجنة ؟ أجابه بنعم. فأعْقبه على الفوْر ملك الهنود : لا أريد جنة المسيحيين بل أفضل جهنم . جلّ بل كل قبائل الهنود أبيدت من طرف القساوسة المسيحيين . وعلى غرار ذلكم كانت خِسَّة المستوطنين الصهاينة للشعب الفلسطيني . ويصْدُق القوْل على البريطانيين المستوطنين لأمريكا. التأريخ يُوَثق بحفرياته الإبادات الإنسانية الساديَة. حزب العمل الإسرائيلي "إنتهى" و لم يبْق نِدّا لليمين المُتطرِّف الحاكم ، و الكونجْريس الأمريكي أغلبيَته مُوالية لإسرائيل حتى إنَّ الرئاسة الأمريكية لم يعُد لها مِن خِيارات ، بل خياراتها أصْبحت مَعْدومة، و لا يُمْكن لها فرضها على اليهود بادِّعائها مقولة "غباء" ، حق الدفاع عن أنفسهم، رغم أنَّ الشارع ناقدا و مُدينا لسياستها الشرق- الأوسطية إذ العرب نِيامٌ و حين استيقظوا ، قضوْا في إبادة-ذاتية ، استحلوا من خلالها دمائهم و أعراضهم و أموالهم. منحوا بني قرَيْضَة انتهاك الحُرُمات تحت طائلة مُصْطلح "الإرهاب " الذي مارسته جماعات صهيونية قامت بكل أنواع الجريمة أيام الانتداب البريطاني على فلسطين وهو "مارْكة" مُسجلة مِن صِناعتهم. إذا بها تتصَهْيَن باستغلاله مُحاولة إلصاقه و ربْطه بالمُقاومة المشروعة لِحَماس ، وهي الدويْلة التي قامت على الإرهاب و الجريمة المُنظمَة . بينما حماس أو "سماح" تقاوم الاحتلال لأراضيها الفلسطينية من أجل استقلالها من الكيان الصهيوني البغيض ، و رفع الحصار الجائر على غزة أرض الشهداء والصمود . بعض الأحزاب اليسارية الأورو-أمريكية تلتقي مع اليمينية حتى المتطرفة بين الجانبين على قلب صهيوني واحد ضد القضية المحورية الفلسطينية –العربية-الإسلامية . كم يحلو للغرب أن تتكبد من إبادات فلسطينية ، و من جرائم حرب ضد الإنسانية إرتكبتها و ترتكبها دولة الصهاينة كي تستيقظ من سُباتها أوروبا لمُعاناتها الانفِصام من عُقدة الذنب حُيال اليهودية و مُعاداة السامية أمْ مُعاداة البشرية . اسْتخفافا بالعقول و بانتهاكات للكرامة الإنسانية. تلك هي إسرائيل التي تدكُّ البنايات على رؤوس ساكنيها وأنفاسهم تتقعقع حتى قضَوْا بتواطىء غربي و صمْت عربي . و من سيقضي و أنت الخصم و الحكم . و بنو يهودا يتسلقون الجبل كالقردة للفرجة على الجرائم ضد الإنسانية لتستبين سبيل المجرمين ومخازي بني إسرائيل وسادِيَتهم التي أتتْ عليها السُنن الكوْنية لا مُحاباة فيها. قال جلَّ من قائل :و جعل منهم القِردة والخنازير وعَبَدَة الطاغوت .(صدق الله العظيم/المائدة 60) . وقال أيضا: و لقد عَلِمتم الذين اعتدوْا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.(صدق الله العظيم/البقرة 65). و قال جلَّ في عُلاه : فلماَّ عتوْا عَن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قِرَدَة خاسئين.(صدق الله العظيم/الأعراف 166). ليس القردة من عَقِبهم و إنما هي من جنس أعمالهم لتحريفهم الحقائق و اختلاقهم الإفك . النازية و الصهيونية و الفاشية أوجه لعُمْلة واحدة (بحِرْبَائيتهم و حِيَلِهم استطاعوا إسقاط قرار الأمم المتحدة على وصْفهم بالعُنصرية ) . ما قامت به النازية أقدمت عليه الصهيونية أضعافا مُضاعفة إذ الآلية العسكرية الغربية الأمريكية "الذكية" تأتي على البشر و الشجر و الحجر. عالمية حرية الفكر و التعبير عند بعض الغربيين حرية كوْنية ، وهي للقتل و الإبادة عند إسرائيل . ليس الكون عشوائيا ، إنمَّا هو قانون واحد يحكم الكوْن في كمال المنظومة لخالقها سبحانه و تعالى ، علا عُلوا كبيرا. الغرب الديمقراطي يعيش في حلقة مُفرَغة تحت "يافطة " الحِفاظ على مصالحه الجيو-استرتيجية يؤيد الأنظمة "الديكتاتورية" رغم الفساد الذي ينخر تلكم الأنظمة . إسرائيل التي تعيش على الدماء العربية الإسلامية (من فصيلة 0 ،أوُ)المانحة لكل فصيلة دم . إنْ هي إلاَّ فوْضى خلايا لسرطان قضاؤه ذاتي عليها بعد حين . منْ ذا الذي يمنع دوْلة غزَّة الفلسطينية ( إلى أن يتمَّ تحرير باقي الأراضي الفلسطينية) ، وهي تملك رجالا للمقاومة و على أكتافهم نعوشهم ، توَّاقون للشهادة في سبيل الله؟ أفضل أن أكون مظلوما قويا على أن أكون مظلوما ضعيفا ، وإنَّ الضعيف الذي تُخْضِعُهُ بقوة حين يُصْبح قويا يُرْكِلك. المقاومة لهذا الكِيان فرْض عيْن، ما عداها العبث والسخافة بمقولة تجريد المقاومة من سلاحها. و إنْ هي إلاَّ أقوال سَفيهة ، خُرافية ، ومَسْخرة ، مَسْخرة. الغرْب يحق له أنْ يستحق مَقولة مارْتين لوثيرْ كينْجْ : إنَّ في جهنم مكانا لِأصْحاب المَواقِفِ الرَمادِيَة.