المساء اليوم: توفي أمس الأحد الأب جون بيير شوماخر، الناجي الوحيد من مجزرة (تيبحيرين) سنة 1996 بالجزائر، عن عمر يناهز 97 عاما بمدينة ميدلت. وكان جون بيير يعيش رفقة رهبان آخرين بمنطقة (أيت يافلمان)، بين جدران دير سيدة الأطلس، المتواجدة بين حي (بوعثمان أوموسى) و(تاعكيت). وقد خص البابا فرنسيس الأب جون بيير شوماخر، خلال زيارته للمغرب في 31 مارس، ولقائه برجال ونساء الدين المسيحيين ومجلس سكن الكنيسة بكاتدرائية القديس بطرس بالرباط، بتحية حارة، وقبّل كل منهما يد الآخر، وسط تصفيقات الحضور. وكان جون بيير شوماخر، التحق في بداية مشواره، بدير تيبحيرين في الجزائر سنة 1964، ومكث به إلى غاية سنة 1996، قبل أن ينضم إلى مجموعة بمدينة فاس تضم عددا من رجال الدين. ويُعتبر جون بيير الناجي الوحيد من المجزرة التي راح ضحيتها 7 رهبان فرنسيين، قال الجزائر إن الجماعات الإرهابية المسلحة قتلتهم في 27 مارس 1996 في دير تيبحيرين في بلدية ذراع السمار ولاية المدية جنوب الجزائر العاصمة. لكن جريدة "La Stampa" الإيطالية نشرت في يوليوز 2008، برقية منسوبة إلى الجنرال فرانسوا بوشوالتر (François Buchwalter) الذي كان ملحقا عسكريا بالسفارة الفرنسية بالجزائر يؤكد فيها أن الرهبان قتلوا في اشتباك وقع بين الجيش الجزائري والمسلحين الإسلاميين في نفس الناحية، ما أدى لمقتل الرهبان وهو ما نفته الجزائر بشدة وأدى لتوتر العلاقات بين البلدين وحينها فنحت العدالة الفرنسية تحقيقا في القضية. كما رافقت مجزرة (تيبحيرين) ضجة إعلامية دولية، وكانت أصابع الاتهام تُشير كلها إلى المخابرات الجزائرية وعلاقتها بالمذبحة، بحيث يجمع طيف واسع من المتتبعين، منذ تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم، على أن المخابرات الجزائرية العسكرية هي التي ارتكبت المجزرة، وألصقتها بالإسلاميين المتطرفين.