ولكن.. أين ذهبت الجواميس..!؟

المساء اليوم – هيأة التحرير:

أسعار اللحوم في الأسواق ترقص على “وحدة ونص”، وليس هناك ما يبشر أنها ستنخفض في وقت قريب، ولا حتى وقت بعيد. إنها تشبه أسعار المحروقات.. ارتفعت لكي لا تنزل أبدا.

ومن غريب الصدف أن هناك تشابها عجيبا بين حالتي اللحم والمحروقات. فهذه الأخيرة تظل محافظة على أسعارها في المغرب رغم انخفاض أسعارها في السوق العالمية. وكذلك اللحم الذي تحلق أسعاره في السماء رغم كل الأبقار التي تم استيرادها من مختلف مناطق العالم من أجل تخفيض أسعار اللحوم في الأسواق.

ويبدو أن من يحكم هذه البلاد ليس الحكومة، بل لوبيات المصالح، لأن الحكومة لا حول لها ولا قوة وهي ترى التلاعب في أسعار المحروقات التي ترتفع وطنيا يوما بعد آخر، وكذلك الشأن بالنسبة لأسعار اللحوم التي لم ينفع معها استيراد أعداد هائلة من الجواميس اللاتينية.

المغاربة اليوم يتساءلون لماذا تم استيراد كل تلك الأبقار إذا كان سعر الكيلو الواحد من لحم البقر يناهز 140 درهما، وأين هي توقعات “الخبراء” بانخفاض الأسعار إلى أقل من 60 درهما للكيلوغرام، ومن المستفيد من هذه العربدة غير المسبوقة لأسعار اللحوم!؟

المغاربة الذين يتوجهون عند الجزار لا يفرقون بين أنواع اللحوم المعلقة، فسعرها واحد رغم أنها يمكن أن تكون للجواميس اللاتينية التي لا تباع في بلدانها بأكثر من 30 درهما للكيلو، بينما ينبغي على المواطن المغربي دفع أكثر من أربعة أضعاف ثمنها في موطنها الأصلي.

كل هذا يحدث والناس يتساءلون أين ذهبت حكومة ما يسمى الدولة الاجتماعية!؟ وأين هي آليات المراقبة والمحاسبة.. ؟! وهل الدولة في خدمة الشعب أم أن الشعب صار رهينة في يد لوبيات المصالح.

للأسف فإن هذه اللوبيات صارت تتصرف بمنطق أغنياء الحرب، والشعب صار مجرد ألعوبة في يدها تفعل به ما تشاء، وما يخفيه المستقبل سيكون أسوأ.

وسط كل هذا تؤكد كل التوقعات أن أضاحي العيد لهذه السنة ستعانق السحاب، وسيجد المغاربة أنفسهم مجددا أمام لوبي متوحش آخر هو لوبي مربي المواشي، الذي لا بد أن يشتكي، مرة أخرى، من غلاء العلف رغم إن الأمطار التي تهاطلت على مختلف مناطق المغرب جعلت الأعلاف أرخص من هامبرغر الماكدونالدز..!

إنه واقع حزين إلى درجة الضحك..!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )