ولكـن.. لـمـاذا مـنعـت فـرنـسا العـبـايـة..؟!

المساء اليوم – ع. الدامون:

في متم شهر شتنبر الماضي استقبلت باريس، في زيارة رسمية، ملك إنجلترا تشارلز الثالث، وزوجته الملكة كاميلا، واستمرت الزيارة ثلاثة أيام كاملة قام خلالها الملك وزوجته بزيارة عدد من المدن الفرنسية ببرنامج حافل من اللقاءات.

ليس هذا ما يهم، بل إن الصورة الرسمية للقاء الملك تشارلز وزوجته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريحيت كانت مثيرة فعلا للاهتمام، لأن ملكة إنجلترا، أو زوجة ملك إنجلترا بعبارة أكثر دقة، كانت ترتدي فستانا تقليديا طويلا يغطي كامل جسدها، وفوقه برنس باللون نفسه، وكأنها ترتدي عباية خالصة.

كانت الصورة فعلا مثيرة للاهتمام لأن فرنسا قررت قبل بضعة أسابيع منع ارتداء العباية في المؤسسات التعليمية في كل المراحل الدراسية، من الابتدائي حتى الجامعي، وقد تمنع هذا اللباس قريبا في الأماكن العامة، لذلك كان محرجا جدا لماكرون أن يستقبل ملكة ترتدي عبايتها الإنجليزية، التي لا تختلف في شيء عن العباية العربية، أو الإسلامية، كما تسميها وسائل الإعلام الفرنسية المهووسة بكل ما هو عربي أو مسلم، والتي هاجمت مؤخرا اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة لأنه ارتدى عباية رجالية في السعودية وأدخلته في خانة التطرف..!

لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو أن زوجة ماكرون، السيدة بريجيت، كانت بدورها ترتدي فستانا غامقا يمتد من عنقها حتى أسفل حذائها، بل ويغطي ذراعيها بالتمام والكمال، ولم يكن ينقص السيدة بريجيت ماكرون سوى سترة رأس لكي تتحول، في نظر الإعلام الفرنسي، إلى “إسلاموية متطرفة”!

قد تكون سخرية القدر وحدها تلك التي جعلت رئيس فرنسا يقف بين امرأتين ترتديان العباية بعد أسابيع من منعها الرسمي، وربما سيكون هذا مفيدا للفتيات المسلمات الممنوعات من ارتداء العباية في المدارس والجامعات الفرنسية، واللواتي يمكنهن استنساخ فستاني بريجيت ماكرون والملكة كاميلا والتوجه بها إلى الجامعات والمدارس، دون نسيان حمل هذه الصورة بين كتبهن، لأنه عند منعهن من الدخول ما عليهن سوى إبراز الصورة والقول إنهن معجبات بفستان السيدتين الكريمتين.. بريجيت وكاميلا.

إنها نصيحة جدية.. ولا تعتقدوا أني أمزح..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )