يجب الإطاحة بنظام “الأبارتهايد” في البكالوريا..!

المساء اليوم – هيئة التحرير:

منذ ظهور نتائج الدورة الأولى لامتحانات البكالوريا لهذه السنة، احتفت الكثير من المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالتلميذات والتلاميذ المتفوقين برسم الموسم الدراسي 2023 / 2024.

في أغلب هذه الاحتفالات يحضر مسؤولون وسياسيون ومنتخبون ويقدمون جوائز للمتفوقين، ويتم التعامل مع نتائج الدورة الأولى على أساس أنها نتائج نهائية خالصة، ومن المستحيل على التلاميذ الذين يجتازون الدورة الاستدراكية الحصول على نتائج مشابهة.

ويثير هذا الأمر استغرابا كبيرا على اعتبار أن تلاميذ الدورة الاستدراكية مجرد أشخاص تمت الرأفة بهم ومنحوا حق اجتياز دورة استثنائية قد تنقذهم وقد تدفع بهم إلى تكرار السنة، أو تدفع بهم إلى الشارع.

ويثير هذا الأمر شعورا بوجود امتحانين منفصلين للبكالوريا، الدورة الأولى التي تعتمدها الدولة ووزارة التعليم والمعاهد العليا من أجل اختيار المتفوقين، ثم تلاميذ الدورة الثانية الذين يجدون كل الأبواب مغلقة في وجوههم.. باستثناء بعض الكليات العادية، أو يلجون معاهد خاصة تستنزف جيوب آبائهم لسنوات طويلة.

والمثير أن أغلب المعاهد العمومية المتخصصة والمتميزة، تبرمج مباريات الولوج مباشرة بعد ظهور نتائج الدورة الأولى، ثم تقفل بسرعة أبواب التسجيل، ويكون على المتفوقين في الدورة الثانية أن يعتبروا أنفسهم مجرد ناجحين عاديين في نظام تعليمي سيء ويعتمد نظام التفرقة “الأبارتهايد” بطريقة معينة.

والأكثر خطورة هو أن أغلب الناجحين في الدورة الأولى في امتحانات البكالوريا هم من تلاميذ المدارس الخصوصية، الذين يتم النفخ في نقاط المراقبة المستمرة المتعلقة بهم، ويحصلون على 20/20 في كل المواد تقريبا، بما في ذلك الرياضيات والفلسفة والفيزياء والرياضة، وحتى علم الفلك، وينجحون كلهم تقريبا في الدورة الأولى بنقاط عالية، وهو ما يؤدي بتلاميذ كثيرين من الذين يدرسون في التعليم العمومي إلى الصفوف الخلفية، والذين يجدون أنفسهم أمام معدلات عادية، مما يضطرهم لاجتياز الدورة الاستدراكية، بينما تمتلئ المعاهد العليا بجيش من الغشاشين والأغبياء.

وحتى الآن، لم يجرؤ وزير التعليم، شكيب بنموسى، على فتح تحقيق في الموضوع، والسبب بسيط وهو أن فتح هذا الباب سيؤدي إلى انهيار نظام تعليمي كامل فاشل وفاسد، لذلك يفضل الجميع التعايش مع الفساد عوض مواجهته… لكن إلى متى..!؟

في النهاية.. إما أن نواجه هذا “الأبارتهايد”.. أو نلغي الدورة الاستدراكية نهائيا..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )