المساء اليوم - ح. اعديل: تكررت معاناة الآلاف من مغاربة العالم خلال عملية العودة في إطار عملية "مرحبا 2022"، حيث وصلت مدة الانتظار في باب سبتة أمس الجمعة إلى قرابة 20 ساعة، مع تشكل طوابير طويلة بها الكثير من الأطفال، مع إمكانية استفحال الوضع خلال نهاية الأسبوع الحالي. وأدى هذا الاحتقان إلى فقدان الكثير من المسافرين لمواعيد ركوب البواخر في ميناء سبتة، بينما افتقرت هذه الطوابير لأية خدمات اجتماعية أو إنسانية، سواء داخل سبتة أو في منطقة الفنيدق، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسبانية. ووصفت هذه المصادر مشاهد الاكتظاظ بأنها تاريخية، حيث شوهد الكثيرون وهم ينامون داخل السيارات أو على الأرض، ووصلت الطوابير إلى حدود حي "الكونديسا" في الفنيدق، على طول عدة كيلومترات. وما زاد من استفحال هذا الوضع هو عمليات التفتيش الدقيقة لسيارات المسافرين، في الجانبين المغربي والإسباني، خصوصا مع العثور، قبل أيام، على 250 كيلوغراما من الحشيش في سيارة مغاربة كانوا عائدين إلى بلجيكا، حيث كشف الحرس المدني الإسباني الشحنة بعد عبور السيارة المعبر الأمني المغربي. واتهمت مصادر إسبانية السلطات المغربية بالتسبب فيما وصفتها "المشاهد المخجلة"، حيث افتقد المسافرون للأكل والماء، وكانوا يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل شراء ما يحتاجون إليه بأسعار عالية، حيث اضطر كثيرون إلى اقتناء الماء والغذاء من فندق في المنطقة يبيع المواد الغذائية بأضعاف سعرها الاصلي. واتهمت جمعيات سبتاوية "جهات ما" بالتسبب عمدا في هذه المعاناة. وطالبت جمعية "مستعملي المعبر الحدودي باب سبتة" الاتحاد الأوربي بالتدخل لوضع حد لما يجري خلال عملية عبور مغاربة العالم، وقالت إن ما يحدث لهم "غير طبيعي". ويفضل الكثير من مغاربة العالم العبور عبر ميناء باب سبتة بالنظر إلى رخص أسعار العبور مقارنة مع الأسعار المعمول بها في ميناء طنجة المتوسط، غير أن هذه الرغبة في توفير بعض النقود تقابله معاناة كبيرة بالنظر للبطء الشديد في عبور باب سبتة.