المساء اليوم: في ظل تزايد الاضطرابات الجوية وما تفرزه من مخاطر، تظل اليقظة أمرا بالغ الأهمية، خاصة مع ما قد ينجم عنها من فيضانات وتقلبات مفاجئة وظروف مناخية قاسية تُعرّض سلامة المواطنين لمخاطر حقيقية. ولفهم السلوكيات الواجب اعتمادها والأخطاء التي يتعين تفاديها. اليوتنان كولونيل، إسماعيل العلوي، رئيس مركز الإغاثة للوقاية المدنية حمرية بمكناس، يقدم مجموعة من التوصيات الأساسية لضمان سلامة الأشخاص والأسر خلال فترات الأزمات. 1- ما هي أهم التدابير الوقائية التي يتعين على المواطنين اعتمادها عند اضطراب الأحوال الجوية؟ الاضطرابات الجوية التي يشهدها المغرب تفرض على المواطنين التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر واحترام جملة من التدابير الوقائية الأساسية. يتعين في هذا الصدد تتبع النشرات الإنذارية بعناية، وأخذ التحذيرات والتنبيهات الصادرة عن المصالح المختصة على محمل الجد، مع تقليص التنقلات غير الضرورية، خاصة بالمناطق المعرضة للتساقطات المطرية الغزيرة والمناطق ذات الخطورة، لاسيما المناطق الجبلية، ومجاري الأودية والأنهار. كما ان المواطنين مدعوون أيضا إلى الصيانة الدورية لقنوات الصرف داخل المنازل، وتجنب رمي النفايات بالقرب من منافذ تصريف مياه الأمطار، تفاديا لانسدادها. من جهة أخرى، يُنصح بعدم ركن السيارات في المرائب تحت الأرض، أو في المنحدرات، أو بمحاذاة المجاري المائية، لتفادي غمرها بالمياه. كما يتعين تثبيت الأغراض الموضوعة فوق الأسطح والشرفات بشكل جيد، تفاديا لسقوطها ووقوع حوادث. 2- كيف يجب التصرف في حال وقوع فيضانات أو اضطرابات جوية قوية لضمان السلامة الشخصية وسلامة الأسرة؟ في حالات الفيضانات أو التقلبات الجوية القوية، يُنصح المواطنون بالبقاء داخل منازلهم ما لم تقتضِ الضرورة القصوى الخروج، مع إغلاق النوافذ ووضع أكياس من الرمل عند مداخل المنازل للحد من تسرب المياه. كما يُمنع منعا تاما عبور الطرقات والممرات المغمورة بالمياه، سواء سيرا على الأقدام أو بواسطة السيارات، نظرا لقوة التيارات المائية التي غالبا ما تكون مُحملة بالأوحال والحجارة. كما ينبغي توخي الحذر من الأسلاك الكهربائية المتضررة ومخاطر الصعق الكهربائي. وفي حال تسرب المياه داخل المنازل، يجب قطع التيار الكهربائي فورا. وينصح بشدة أيضا بعدم استعمال المصاعد وإغلاق قنينات الغاز تفاديا لمخاطر الحريق أو الاختناق، مع الحرص على إبقاء الأطفال وكبار السن داخل أماكن آمنة، وتوفير مصابيح يدوية وبطاريات ووسائل اتصال تحسبا لانقطاع التيار الكهربائي. ويتعين على المواطنين متابعة البلاغات الرسمية بعناية وتطبيق التعليمات الصادرة عن السلطات المختصة، خاصة ما يتعلق بتوقيف الدراسة، ومنع التجمعات، وإخلاء المناطق المتضررة أو المهددة بخطر الفيضانات أو الانهيارات. وفي حال وقوع حادث يهدد الأرواح أو الممتلكات، ينبغي الاتصال الفوري بالوقاية المدنية عبر الرقم 15، مع تقديم معطيات دقيقة حول مكان وطبيعة الخطر. كما أن مستعملي الطريق مدعوون إلى تسهيل تدخل فرق الإنقاذ ومنح الأسبقية لسيارات الوقاية المدنية. 3- ما هي أكثر الأخطاء شيوعا التي ترتكبها الساكنة خلال هذه الظواهر، ويتعين تفاديها؟ نلاحظ من خلال تدخلاتنا تكرار سلوكيات خطيرة أثناء التقلبات الجوية، تكون سببا في وقوع العديد من الحوادث سنويا. ويعد عبور الأودية والمجاري المائية من أخطر هذه التصرفات، لما يسببه من خسائر بشرية ومادية جسيمة. كما يشكل الإفراط في السرعة، خاصة في الحالات التي تتسم بضعف الرؤية أو انزلاق الطرق، عاملا إضافيا لارتفاع المخاطر. كما ان الاحتماء تحت الأشجار، ووراء الجدران أو قرب البنايات المتضررة بالمياه، يعرض الأشخاص لمخاطر الانهيار والإصابات البليغة. كما أن التأخر في التبليغ عن الحوادث وتصوير مقاطع فيديو بدل إطلاق الإنذار، يؤدي إلى إضاعة وقت ثمين قد يكون حاسما في إنقاذ الأرواح. كما ينبغي التحذير من الفضول أو محاولات المساعدة العفوية في المناطق الخطرة. فمثل هذه التدخلات غير المؤطرة، رغم حسن النية، قد تكون لها عواقب وخيمة. يتعين على المواطنين الاتصال الفوري بالوقاية المدنية، باعتبارها الجهة المؤهلة للتدخل الآمن بفضل توفرها على معدات متخصصة، وفرق إنقاذ وغوص، وأطقم مدربة ومؤهلة للتعامل مع مختلف حالات الطوارئ.