المساء اليوم: في وقت متزامن، رفض الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، عقد لقاء تواصلي مع أعضاء ومنتخبي الحزب بإقليم الحسيمة، وفي الوقت نفسه يرتقب أن يتناول بركة غدا الاثنين وجبة الغذاء مع نور الدين مضيان، المتابع في قضية أخلاقية، والذي يتجاهل منذ عدة أشهر استدعاءات التحقيق معه. وكان أزيد.من 30 من أعضاء ومنتخبي حزب الاستقلال، بينهم رؤساء جماعات وأعضاء بالمجلس الوطني، وجهوا، قبل أزيد من شهرين، رسالة لأمينهم العام لطلب لقاء عاجل لتدارس وضعية الحزب بمنطقة الريف، غير أن هذا الطلب ووجه برفض بركة، لأسباب لم يتم الإفصاح عنها. وكان نزار بركة وصل اليوم الأحد إلى الحسيمة في ظل توترات كبيرة تسود صفوف الحزب، حيث يوجه الناقمون على بركة اتهامات لهذا الأخير ب"الانحراف عن مبادئ وقواعد الحزب، وزيغا عن التوجيهات الملكية التي دعت إلى تخليق الحياة السياسية". ومنذ 11 دجنبر الماضي، تاريخ بعث رسالة من أعضاء ومنتخبي الحزب بإقليم الحسيمة إلى نزار بركة من أجل عقد لقاء تواصلي لتدارس شؤون الحزب بالمنطقة، فإن التجاهل ظل سيد الموقف، حيث تجاهلت قيادة "حزب علال الفاسي" هذه الرسالة، وقررت "الهروب إلى الأمام"، وفق تعبير عدد من الموقعين على الرسالة. غير أن أسوأ ما سيحدث خلال زيارة بركة لإقليم الحسيمة هو مأدبة الغذاء التي سيحضرها الأمين العام، رفقة قياديين آخرين بالحزب، في بيت نور الدين مضيان، الرئيس السابق للفريق الاستقلالي بمجلس النواب، والمتايع حاليا أمام القضاء بشأن تهم خطيرة متعلقة بالسب والقذف ونهش الأعراض. وكانت القيادية بالحزب والبرلمانية السابقة، رفيعة المنصوري، رفعت دعوى قضائية ضد نور الدين مضيان بعد تسرب تسجيلات صوتية خطيرة لمضيان يتهم المنصوري في عرضها وكرامتها. وعلى الرغم من ثبوت صحة التسجيلات، فإن حزب الاستقلال لم يقم بأي إجراء ضد مضيان، باستثناء تنحيته (مؤقتا) من رئاسة الفريق الحزبي بالبرلمان، في وقت ظل مضيان يتمتع بكامل امتيازاته الحزبية، بما فيها استغلال السيارة الممنوحة له كرئيس فريق. وكان مضيان رفض عدة مرات تلبية استدعاءات الأمن من أجل التحقيق معه في التهم المنسوبة إليه، فيما لا يزال الغموض مهيمنا حول مصير ملف الدعوى المرفوعة ضده من طرف رفيعة المنصوري. ويسود انطباع قوي بين قطاع عريض من أعضاء ومنتخبي حزب الاستقلال بإقليم الحسيمة، وبمنطقة الريف عموما، بأن نزار بركة يحس بضعف واضح أمام نور الدين مضيان، وأن هذا الإحساس هو ما فاقم الوضعية المزرية للحزب بالمنطقة.