المساء اليوم - أصيلة: تتوالى في أصيلة تبعات ما بعد رحيل رئيس مجلس بلديتها السابق، محمد بنعيسى، الذي سير مجلسها البلدي لقرابة أربعة عقود، بينما توجد المدينة في مفترق طرق حقيقي وتتربص بها لوبيات العقار والفساد لتحويلها إلى فقاعة عقارية جديدة. ووصل الوضع في أصيلة إلى حد إطلاق تهديدات ضد المنتدى الثقافي للمدينة، الذي يقارب عمره نصف قرن، بحيث وجه محكوم سابق في قضية تهريب دولي للمخدرات تهديدا لمؤسسة منتدى أصيلة وأمينها العام الجديد، وقال في تدوينة نشرها مؤخرا على حائطه الفيسبوكي "انتظروني في افتتاح موسمكم ولا تنسوا موسم الكويت". ولا يعرف بالضبط ما المقصود بهذه التدوينة، والتي تحمل في طياتها تهديدا واضحا، خصوصا وأن صاحبها يعتقد أن الأمين العام الجديد للمنتدى يقف خلف مقالات صحفية تطرقت للوضع السياسي العام في أصيلة والصراع من أجل الظفر بتسيير مجلسها البلدي. وكان صاحب التدوينة قد حرض قبل سنوات مجموعة من العاطلين ومدمني المخدرات الذين جاء بهم من أحياء أصيلة الهامشية وبواديها، ليتظاهروا احتجاجا على منتدى الثقافة، ومحاولة إفساد حفل افتتاح موسم أصيلة الذي كانت فيه دولة الكويت ضيفة شرف، محاولا من خلال ذلك الركوب على تداعيات حراك "20 فبراير" ، وإظهار نفسه بأنه مناضل سياسي وحقوقي وله غيرة على المدينة. ويوصف هذا الشخص، الذي يتباهى بعلاقات معينة، خصوصا في طنجة، بأنه مصاب بعمى الألوان، وكان يطلق على نفسه لقبا فخريا وهو "المعارض الأزلي للراحل بن عيسى ومشروعه الثقافي والتنموي في المدينة"، أما مشروعه البديل فقد اقتصر "قرقبة " شباب المدينة والدفاع عن البشاعة والظلام. والمثير أن تهديدات هذا الشخص ضد منتدى أصيلة الثقافي تزامن مع اعتزامه الترشح في الدائرة رقم واحد في مدينة أصيلة القديمة ليعوض الراحل بن عيسى، وزير خارجية المغرب الأسبق، في المجلس البلدي للمدينة، الأمر الذي يثير بشدة طرح مسألة الأخلاقيات لدى الأحزاب السياسية المغربية التي صارت تعطي التزكية لكل من هب ودب من أصحاب الشكارة.. وأشياء أخرى. وفي تدوينة أخرى لا تقل غرابة وإثارة، كتب هذا الشخص قائلا “لقد انتهى وقت الحزب الواحد والشخص الواحد…”، في إشارة إلى أن عهد محمد بن عيسى في المجلس البلدي ولى، مثلما ولى عهده في مؤسسة منتدى أصيلة. وتبدو هذه التدوينات مثيرة للقلق، خصوصا وأنها لا تستهدف خصومه السياسيين، بل تستهدف منتدى ثقافي ترك إشعاعا عالميا كبيرا واستقطب على مدى أزيد من أربعة عقود مفكرين وباحثين وفنانين وسياسيين وإعلاميين من مختلف مناطق العالم، مما منح المغرب صيتا كبيرا في القارات الخمس. يذكر أن صاحب التدوينات التهديدية ضد منتدى أصيلة الثقافي كان قد جُرّد من مهامه التمثيلية بمجلس بلدية أصيلة سنة 2013، بعدما أصبح فاقدا لأهليته الانتخابية بموجب حكم قضائي يقضي بسجنه مدة ثلاث سنوات نافذة على خلفية تورطه في قضية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات. وعقب سنة من ذلك، وتحديداً في عام 2014، جرى توقيفه رسميا من طرف المصالح الأمنية بمدينة طنجة.