لفتيت.. ياك لاباسْ.. آش واقع..!؟

المساء اليوم – ع. الدامون:

نعترف بأننا استعرنا روح عنوان هذه الافتتاحية من الشاب الذي التقى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيتْ، قرب ضريح محمد الخامس وخاطبه بعفوية كاملة: لفتيتْ.. لفتيت.. ناخذو من عندك شي تصريح..!؟

نعرف أن لفتيت توقف لبرهة لكنه انصرف ولم يعط أي تصريح. ونحن بدورنا لا ننتظر من “معالي الوزير” أن يجيب على عدد من تساؤلاتنا، بل هي تساؤلات المغاربة بخصوص موجة “الكْريساج” والاعتداءات التي انتشرت في المدن المغربية وقراها، ومع ذلك سنطرحها.

نريد من وزير الداخلية، وهو في هذا المنصب منذ سنوات طويلة، أن يشرح لنا ما سر بقائه كل هذه المدة في منصبه إذا لم يستطع كبح جماح السيبة المنتشرة في مختلف الربوع، يعني ما دوره بالضبط إذا لم يكن جعل البلد آمنا.

نريد من لفتيت أن يجيب المغاربة عن أسرار هذا التفشي المفاجئ للاعتداءات على المواطنين وترهيبهم بالسيوف ومختلف أشكال الأسلحة البيضاء وترويعهم في الطرقات، وحتى داخل منازلهم.

نريد من سي عبد الوافي الشرح الكافي لألغاز لا نفهمها حول عودة مظاهر قديمة للسيبة، التي كنا نعتقد أنها ولّت، مثل اعتراض سيارات مواطنين آمنين على الطرق السيارة ورمي سياراتهم بالحجارة ونهب ممتلكاتهم. شيء لا تفعله حتى الوحوش الضارية في الأدغال.

نريد من لفتيت أن يفسر لنا ما هو دور وزارة الداخلية بالتحديد، هل هو السهر على أمن وأمان المواطنين، أم هو تنظيم الانتخابات وتغيير الباشوات والقياد والدعوة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية..!

نتمنى من السي عبد الوافي أن يقدم التفسير الوافي حول الارتفاع الرهيب لأعداد المدمنين في البلاد، وحين نتحدث عن الإدمان فإننا لا نتحدث عن “الجْوانا” التقليدية التي صارت موضة قديمة، بل نتحدث عن كل أصناف المخدرات الصلبة والخطيرة جدا.

نريد من وزير الداخلية أن يتحدث لنا قليلا عن نجاح استراتيجية تقريب المخدرات من المواطنين، والتي شهدت مؤخرا نجاحا باهرا مع انخراط الآلاف من الدراجات النارية التي تنهب الطرقات طولا وعرضا وتضع المخدرات بين أيدي من يطلبها في أية ساعة من الليل أو النهار.

يجب أن نذكرك آسي لفتيت أننا منذ وعينا سمعنا عن تقريب أشياء كثيرة منا. تحدثوا عن تقريب التعليم من المواطنين وتقريب الصحة من المواطنين وتقريب الإدارة من المواطنين وتقريب الثقافة من المواطنين وتقريب أشياء كثيرة جدا من المواطنين.. وفي النهاية فإن الشيء الوحيد الذي تم تقريبه فعلا من المواطنين هي المخدرات.

لفتيت.. والفتيت.. نحن الشعب الطيب “الداخل في جْواه”، لا تدفعْنا إلى اعتناق نظريات المؤامرة، فنحن نريد فعلا أن نستمر في الاعتقاد بأن ما يجري مجرد فلتة عابرة وستنتهي قريبا وسيتم محاسبة كل من كان مسؤولا عن ذلك.

نريد من عبد الوافي لفتيت أن يقتنع بأنه وزير داخلية حقيقي يسهر على أمن الوطن والمواطنين، وأنه حين ينام الناس فإنه يجب أن يصل الليل بالنهار من أجل إعادة الطمأنينة إلى النفوس.

وفي الختام، نرجو من السي عبد الوافي ألا يعتقد أن التواصل مع المواطنين مضيعة لهيبة الداخلية، لذلك لا بأس من إصدار بيانات، أو حتى تغريدات تطمئن الناس وتبشرهم بأن يد القانون فوق الجميع. فحتى الرئيس الأمريكي يصحو في الثالثة صباحا ويكتب تغريدة قصيرة يشرح فيها شيئا هاما.. ثم يعود للنوم..  وقد لا يعود.

لفتيتْ.. والفتيت.. قل لنا آش واقع.. نريد أن نفهم.. أنت وزير داخلية..!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )