المساء اليوم- الرباط: تأهل المنتخب المغربي لكرة القدم، للمرة السابعة في تاريخه، والثالثة على التوالي، إلى نهائيات كأس العالم، التي ستقام نسختها المقبلة سنة 2026 بكل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وحجز أسود الأطلس بطاقة العبور إلى مونديال شمال أمريكا عقب فوزهم، الجمعة، على النيجر (5-0)، بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم الجولة السابعة (المجموعة الخامسة) من التصفيات الإفريقية، محققين علامة كاملة بستة انتصارات في ست مقابلات. وكان المغرب أول بلد إفريقي يبلغ دور ثمن النهائي في مونديال 1986 بالمكسيك، قبل أن يرفع السقف عاليا بوصوله إلى المربع الذهبي في مونديال قطر 2022، ليصبح أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور من المنافسة. وإذا كانت أولى مشاركات المغرب في المونديال عام 1970 لم تكلل بالنجاح، بعد خسارة أمام البيرو (3-0) وتعادل مع بلغاريا (1-1) وهزيمة ضد ألمانيا (2-1)، فإن أسود الأطلس عادوا بعد 16 عاما بصورة مغايرة ليدونوا صفحة مجيدة في تاريخ كرة القدم المغربية والإفريقية. فقد ضمت التشكيلة الوطنية آنذاك لاعبين موهوبين من طينة محمد التيمومي وبادو الزاكي، إلى جانب عبد الرزاق خيري وعبد الكريم ميري (كريمو) وغيرهم، وفاجأت الجميع بفرض التعادل، بالتتابع، على بولونيا وانجلترا بنتيجة بيضاء، قبل أن يشهد اللقاء الثالث أولى انتصارات المغرب في المونديال على حساب البرتغال (3-1). وفي دور الثمن، أظهر رجال الراحل المهدي فاريا ندية أمام ألمانيا قبل أن ينهزموا بفارق هدف وحيد، مما أثار إعجاب العالم. وفي مونديال الولايات المتحدة 1994، قدم المنتخب المغربي عروضا جيدة، لكنه خسر مبارياته الثلاث أمام بلجيكا (1-0) والسعودية (2-1) وهولندا (2-1). وفي مونديال 1998 بفرنسا،كان أسود الأطلس في الموعد، وتمكنوا من مقارعة كبار المنتخبات العالمية. وبعد تعادل أمام منتخب النرويج (2-2)، انهزم لاعبو المنتخب، الذي كان يدربه الراحل هنري ميشيل، أمام المنتخب البرازيلي (3-0)، الذي بلغ المباراة النهائية. وعلى الرغم من الفوز العريض أمام المنتخب الاسكتلندي بثلاثة أهداف، إلا أن زملاء نور الدين النيبت لم يتمكنوا من بلوغ الدور الثاني. وبعد مرور 20 سنة، وفي مونديال 2018 بروسيا، لم يتمكن المنتخب الوطني بقيادة الفرنسي هيرفي رونار من حصد أكثر من نقطة واحدة، عقب تعادله أمام المنتخب الإسباني (2-2)، مقابل هزيمتين قاسيتين أمام كل من إيران والبرتغال بنتيجة هدف دون رد. وفي سنة 2022، تألق المنتخب المغربي بشكل لافت، ونجح في نيل احترام وإعجاب العالم بأسره، إذ رغم وجوده في مجموعة وصفت بـ”مجموعة الموت”، إلى جانب كل من بلجيكا وكرواتيا وكندا، فقد استطاع المنتخب الوطني فرض نفسه وإنهاء الدور الأول متصدرا مجموعته برصيد 7 نقاط. وفي دور الثمن، أقصى المنتخب المغربي نظيره الإسباني بعد الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، قبل أن يتفوق على منتخب البرتغال في ربع النهائي (1-0)، بفضل الهدف الذي وقعه يوسف النصيري. وفي نصف النهائي، خسر المنتخب الوطني أمام منتخب فرنسا (0-2)، قبل أن ينهزم في مباراة الترتيب أمام كرواتيا (2-1) ويحل بالمركز الرابع. وإذا كان المنتخب المغربي لا يرضى بالمشاركة فقط في النسخة المقبلة من كأس العالم التي ستقام في أمريكا الشمالية، فإنه يتطلع إلى لعب أدوار طلائعية في هذا المحفل الكروي العالمي. وقبل ذلك، ستكون نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، التي ستحتضنها المملكة، فرصة ذهبية أمام هذا الجيل الموهوب للتتويج باللقب القاري وخوض غمار المونديال القادم بمعنويات عالية.