هجمات 11 سبتمبر: الزلزال الذي هز العالم

الأمين مشبال

ستظل هجمات 11 شتنبر 2001 حدثا تاريخيا استثنائيا ليس فقط في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بل على مجموع ربوع الكرة الأرضية، وذلك أخذا بعين الاعتبار التخطيط المحكم لعملية إرهابية ضربت أمريكا في عقر دارها، وكذا النتائج السياسية والاقتصادية والعسكرية التي نجمت عنها.

صبيحة ذلك اليوم استفاق العالم وهو يتابع على قنوات التلفزة أخبارا المتعلقة باختطاف أربع طائرات مدنية للركاب تم توجيه إثنتان من هما لتترطما ببرجي مركز التجارة العالمية، بينما تم توجيه الطائرة الثالثة لترتطم بمبنى البانتاغون في حين لم تتمكن الطائرة الرابعة من بلوغ وجهتها لواشنطن بعد مواجهة الركاب للخاطفين مما أدى إلى سقوطها وهلاك ركابها دون الوصول إلى أهدافه.

منعطف تاريخي
أدت العملية التي خطط لها ونفذها بدقة واحترافية 19 عنصر ينتسبون لتنظيم “القاعدة” بزعامة أسامة بن لادن إلى مقتل أزيد من 3000 وجرح آلاف المواطنين الأمريكيين، وكبدت الاقتصاد الأمريكي خسائر جسيمة بلغت في مدينة نيويورك وحدها 105 مليار دولار، وفقدان المدينة 146 ألف وظيفة، ناهيك عن خسائر فادحة لشركات النقل الجوي والتأمين والسياحة والترفيه التي بلغت خلال الفترة المتراوحة ما بين سنة2000و 2002 ما يناهز 74 مليار دولار.

علاوة على الانعكاسات الاقتصادية، كان لأحداث 11 سبتمبر تأثيرات بالغة الأهمية على المجتمع الأمريكي وعلى السياسة الخارجية الأمريكية. فلقد استغل الصقور المحافظون داخل الحزب الجمهوري هول الصدمة والفاجعة التي أصابت الولايات المتحدة الأمريكية لتدشين مرحلة جديدة من الامبريالية الأمريكية تجلت حينها في الغزو العسكري لأفغانستان ثم العراق.

ضمن نفس السياق تمت مطاردة قيادات وأطر “القاعدة” عبر ربوع العالم، وفتح أبواب المعتقل الرهيب “غوانتانامو”(الموجود خارج الأراضي الأمريكية) ل “استقبالهم” والتحقيق معهم بحيث لا تسري عليهم القوانين الأمريكية المتعلقة بمنع التعذيب والحق في المحاكمة العادلة.

ولتأطير هذا المنحى المتشدد في السياسة الخارجية الأمريكية والذي يخدم مصالح اللوبي والمركب العسكري، كان لابد من إنتاج غطاء إيديولوجي وخطاب إعلامي ملائم، فأضحى” محاربة الإرهاب” شعار المرحلة خصوصا وأن الشعار المذكور فضفاض بما يسهل إلصاقه بالدول أو المنظمات التي قد تتعارض مصالحها مع المصالح والأجندة الأمريكية.

لكن الأدهى من ذلك كون الهزات الارتدادية لزلزال 11 سبتمبر شملت المجتمع الأمريكي ووفرت التربة الخصبة لتغمره الموجة المحافظة، ولتتنامى مظاهر العنصرية والتضييق ووسم المسلمين وعموم المهاجرين، وصعود التيار الشعبوي اليميني المحافظ الذي أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعبر الأول عنه.

* إعلامي وباحث في الخطاب السياسي

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )