المساء اليوم - متابعات: في الوقت الذي ذكرت مصادر إعلامية أن الحقوقي المغربي عزيز غالي يتعرض للتعذيب وسلوكات عنيفة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفقة مجموعة من النشطاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي، فإن وزارة الخارجية المغربية لا تزال ملتزمة الصمت. ومنذ اختطافهم في عرض المياه الدولية قبل بصغة أيام، عانى ركاب أسطول الصمود المتضامن مع غزة من محاولات إذلال إسرائيلية، وتم ربط أيديهم وأرجلهم، وتعرضوا للتعنيف والسب والشتم من طرف الجنود والمحققين الإسرائيليين. وقال مشاركون إسبان في الأسطول، عادوا مؤخرا إلى إسبانيا، إن الجنود الإسرائيليين حاولوا إذلالهم عبر عدد من السلوكات المهينة، وحرمانهم من الماء والأكل لساعات طويلة، بالإضافة إلى حشرهم في زنازن قذرة وباردة. وقالت مشاركة إسبانية إن السلطات الإسرائيلية وضعت النساء المشاركات في الأسطول في جناح قذر أمام صورة كبيرة لغزة المدمرة بالكامل، وتحت الصورة عبارة: مرحبا بكم فى غزة..! وفي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة تحرك وزارة الخارجية لتحرير غالي من الاختطاف الإسرائيلي، فإن مصادر متواترة تؤكد تعرضه، رفقة مواطن مغربي آخر، للتعذيب والمعاملة القاسية. وكان عزيز غالي واحدا من مجموعة من النشطاء الدوليين الذين تحرص سلطات الاحتلال على معاملتهم بعنف، من بينهم السويدية غريثا ثونبرغ، والبرازيلي تياغو أفيلا، والألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، إضافة إلى ناشطين من تونس والجزائر وإسبانيا. وتفيد المصادر أن السلطات الإسرائيلية تعامل بقسوة المشاركين العرب في الأسطول على وجه الخصوص، على اعتبار أن حكوماتهم لن تحتج على ذلك، عكس باقي بلدان العالم. ومن بين الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء منذ احتجازهم الحرمان من المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والأدوية والوصول الفوري إلى ممثليهم القانونيين. وتضيف المصادر أن السلطات الإسرائيلية لا تفرق بين مواطني البلدان العربية، سواء ارتبطت بلدانهم بالتطبيع مع تل أبيب أم لا، وأنها تُكن حقدا كبيرا لمواطني شمال إفريقيا، من بينهم المغاربة الذين حطموا الرقم القياسي في المظاهرات الشعبية المنددة بالإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل في غزة، بدعم مباشر وقوي من الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت السلطات الإسرائيلية أفرجت من قبل عن أربعة من النشطاء المغاربة المشاركين في أسطول الصمود العالمي، فيما ظل الناشطان عزيز غالي وعبد العظيم ضراوي رهن الاعتقال بسبب عدم توقيعمها على وثيقة الترحيل الطوعي، الذي تجبر إسرائيل المختطفين على توقيعه. وتم ترحيل الصحافي يونس أيت ياسين، والناشط أيوب حبراوي، والخبير الميكانيكي يوسف غلال، إضافة إلى محمد ياسين بنجلون إلى تركيا، مساء أول أمس السبت، ووصلوا أمس الأحد إلى المغرب. وبين يومي الأربعاء والجمعة، اعترضت القوات الإسرائيلية جميع سفن أسطول الصمود العالمي، واحتجزت جميع أفراد طاقمها. ويُحتجز معظمهم في سجن كتسيعوت، وهو سجن شديد الحراسة في صحراء النقب، ويُستخدم في المقام الأول لاحتجاز السجناء المقاومين الفلسطينيين. ومن بين الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء منذ احتجازهم الحرمان من المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والأدوية والوصول الفوري إلى ممثليهم القانونيين. يُذكر أن أسطول الصمود العالمي انطلق مطلع شهر شتنبر الماضي من إسبانيا، حاملاً نحو 45 سفينة على متنها مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة. وفي موضوع ذي صلة أشاد وزير العدل المغربي السابق المصطفى الرميد، بما وصفه بـ«النبل والصلابة النضالية» للحقوقي عزيز غالي، على خلفية احتجازه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، رفقة عبد العظيم بن الضراوي. وكشف الوزير السابق أن الحقوقي عزيز غالي اتصل به قبل مغادرته المغرب ضمن فعاليات “أسطول الصمود إلى غزة” لتوديعه، وهو ما اعتبره الرميد “دليلاً على نبل الرجل وسمو أخلاقه”. وأضاف أنه ظل على تواصل معه ومع الحقوقي عبد الرحيم شيخي إلى حين انقطاع الاتصال بعد قرصنة سفن الأسطول من طرف الكيان الصهيوني، واعتداء قواته على النشطاء واعتقالهم وتسفيرهم إلى بلدانهم. وأوضح الرميد أن غالي وبن الضراوي تم الاحتفاظ بهما “إمعاناً في التعسف والترهيب”، مشيرًا إلى أن “عزيز غالي، بما عُرف عنه من صلابة نضالية، لن يضعف ولن يحزن، بل كان يدرك مسبقاً أن الاحتلال سيعامله بقسوة لكسر إرادته”.