المساء اليوم - متابعات: قال الكاتب والمحلل السياسي نجيب الأضادي إن الخطاب الملكي أمام البرلمان جاء واضحًا في مضمونه واستراتيجيًا في رسائله، ولم يكن مجرد افتتاح بروتوكولي للدورة التشريعية، بل كان توجيهًا شاملًا لمسار التنمية الترابية في المغرب. وأضاف الأضادي، في تصريحه لجريدة "المساء اليوم"، أن الملك محمد السادس يحرص على أن المشاريع الكبرى التي يشرف عليها تتجاوز الزمن الحكومي والبرلماني، لأنها تعبّر عن رؤية ملكية متواصلة لبناء مغرب متوازن في مجالاته وجهاته. و أشار الأضادي إلى أن الرسالة الملكية مزدوجة، إذ وجهت للداخل بضرورة تسريع وتيرة الإنجاز والانتقال إلى جيل جديد من التنمية الترابية القائمة على الفعالية والنجاعة، وللخارج بأن المغرب يسير بثقة في طريق الإصلاح والاستقرار مستندا إلى قيادة ملكية راسخة وإرادة وطنية جامعة. ويضيف "هذا التوجه يعكس حرص المملكة على التأكيد أن التنمية ليست مجرد مشاريع أو برامج، بل عملية متكاملة تتطلب التزام الجميع ومشاركة المواطنين بشكل فعّال". كما لفت نجيب الأضادي الانتباه إلى بعد الخطاب الإنساني، حيث شدّد الملك على أهمية تأطير المواطنين والتواصل معهم والتعريف بالقرارات التي تمس حياتهم اليومية، في دعوة صريحة لتعزيز الصلة بين الدولة والمجتمع، وجعل المواطن شريكا فاعلا في مسار التنمية. ومن هذا المنطلق، يشير الخطاب إلى أن المسؤولية الفردية والجماعية جزء لا يتجزأ من أي إصلاح أو مشروع تنموي، وأن المواطن يجب أن يشعر بالارتباط المباشر بما يحدث على الأرض. وفي هذا السياق، أوضح الأضادي أن الخطاب الملكي يعكس استشرافا دقيقا للتحديات المستقبلية على مستوى التنمية الاقتصادية والإدارة المحلية، مؤكداً على أن المغرب يحتاج إلى تعبئة شاملة لجميع الفاعلين لضمان إنجاز المشاريع في آجالها وتحقيق النتائج المرجوة بعيدًا عن الروتين البيروقراطي والتأجيلات الإدارية. كما أن الخطاب يرسل إشارات واضحة للفاعلين السياسيين والاقتصاديين على حد سواء بأن الوقت لم يعد يسمح بالتردد، وأن فعالية المؤسسات ونجاعة السياسات العمومية أصبحت معيارًا لا بد من الالتزام به بما يعزز ثقة المواطن في الدولة ومؤسساتها. كما أشار الأضادي إلى أن بعد الخطاب الإنساني يبرز أهمية إشراك المواطن في مسار التنمية ليس كمتلقي للقرارات فقط، بل كشريك قادر على تقديم المبادرات والملاحظات، ما يجعل التنمية أكثر استدامة ويقوي الصلة بين الدولة والمجتمع المدني. واختتم الأضادي تصريحاته بالإشارة إلى أن المغرب، من خلال هذا الخطاب، يخطو نحو مرحلة جديدة من الإصلاح العميق والتنمية المستدامة، مؤكدًا أن القيادة الملكية لا تزال الضمان الحقيقي لاستقرار البلاد وتحقيق تقدم ملموس في كافة المجالات، وأن المسؤولية تقع على الجميع للعمل من أجل مستقبل مشرق للوطن.