المساء اليوم - الدار البيضاء: احتضن مسرح “ستوديو الفنون الحية” بالدار البيضاء، مساء أمس الخميس، عرضا فنيا أندلسيا تحت عنوان “Sin más”، وذلك في إطار المؤتمر العالمي للفلامنكو 2025. ويندرج هذا العرض، المنظم بمبادرة من معهد سيرفانتس بالدار البيضاء، بشراكة مع سفارة إسبانيا في المغرب، ومؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، وحكومة إقليم الأندلس، ضمن برنامج فني يحتفي بروح الفلامنكو الأندلسي. وقدمت هذا العمل الفني الراقصة الإسبانية ميرثيديس رويث مونيوث المعروفة، فنيا بلقب “ميرثيديس القرطبية”، إلى جانب كل من المغني خيسوس كورباخو، وعازف الغيتار خوان كامبايو، في أداء يجسد تجربة فنية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتبرز الشغف بالفلامنكو باعتباره تراثا ثقافيا عالميا نابضا بالحياة. وفي هذا السياق، قالت كريستينا كوندي دي بيرولدينغن، مديرة معهد سيرفانتس بالدار البيضاء، إن عرض الفنانة ميرثيديس القرطبية يأتي ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للفلامنكو، وهو مهرجان يسعى إلى تقريب هذا الفن الإبداعي من الجمهور، سواء من عشاقه أو المهتمين به أو حتى من لم تتح لهم بعد فرصة التعرف على عالم الفلامنكو، مشيرة إلى أن الفلامنكو يعد فنا قريبا جدا من المغرب. وأشارت دي بيرولدينغن إلى أن هذا العرض سيليه عرض آخر، الأسبوع المقبل، لفرقة باليه الفلامنكو الأندلسية، التي تقدم أحد أكبر العروض ضمن هذا المؤتمر العالمي للفلامنكو، بمشاركة 13 راقصا وخمسة موسيقيين على الخشبة، في عرض ضخم من توقيع شابة راقصة ومصممة رقصات تُوجت حديثا بجائزة إسبانيا الوطنية للرقص. وأكدت أن الهدف من تنظيم هذا الحدث في المغرب هو إبراز الجذور المشتركة والرصيد الثقافي المتقاسم بين البلدين، قائلة: “نحن مقتنعون بأن الجمهور المغربي يجد نفسه في الموسيقى والفلامنكو، لأن لهذا الفن جذورا ضاربة في عمق الموسيقى الأندلسية، وهو ما يتجلى بوضوح في مثل هذه العروض الفنية”. وأشارت إلى أن الاهتمام بالفلامنكو في المغرب يبرز أيضا من خلال فن الرقص، معتبرة أن “الرقص يعد شكلا من أشكال التعبير الفني الأصيل، وله قدرة خاصة على الوصول إلى فئة الشباب وإثارة تفاعلهم”. من جانبها، أكدت الفنانة الإسبانية ميرثيديس رويث مونيوث، في تصريح مماثل، أن عرض “Sin más” يشكل بالنسبة لها تعبيرا صادقا عن طريقتها في عيش الفلامنكو والإحساس به، مشيرة إلى أن هذا الفن يمثل لغة عالمية توحد الشعوب من خلال الموسيقى والرقص والعاطفة. وعن دور الفلامنكو في تعزيز التقارب بين المغرب وإسبانيا، قالت الفنانة “الفلامنكو يمكنه أن يقرب بين الأرواح في كل أنحاء العالم”، مضيفة “أتمنى لو كانت الثقافة، أي ثقافة في أي بلد، هي التي تقود العالم، لأننا بذلك سنعيش في عالم أفضل”. ويواصل معهد سيرفانتس، في إطار هذه البرمجة، احتفاءه بالمؤتمر العالمي للفلامنكو من خلال عرض ثان سيقدمه باليه الفلامنكو للأندلس بقيادة الفنانة باتريثيا غيرّيرو، الحاصلة على الجائزة الوطنية للرقص في إسبانيا لسنة 2021، يوم الخميس المقبل (30 أكتوبر الجاري)، تحت عنوان “الأرض المباركة”. ويرتقب أن يشكل هذا العرض، الذي يضم ثلاثة عشر راقصا يرافقهم عازفا غيتار، ومغنيان، وعازف إيقاع، رحلة فنية عبر أجمل مناطق الأندلس، تتداخل فيها الموسيقى والرقصات التي تجسد جوهر الفلامنكو الأصيل. وتندرج هذه العروض ضمن فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر العالمي للفلامنكو بالمغرب، الذي يسعى إلى تعزيز الحوار الثقافي المغربي الإسباني، والاحتفاء بفن الفلامنكو كتراث إنساني يعكس قيم التعايش والتنوع الثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسط.