المساء اليوم- متابعات: توجه المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة للسيدات إلى الفلبين للمشاركة في أول بطولة كأس عالم رسمية في تاريخ هذه اللعبة، في حدث تاريخي لكرة القدم داخل القاعة على المستوى الدولي، وللمنتخب المغربي حامل لقب كأس إفريقيا. ويصل المنتخب إلى البطولة بصفته أحد أبرز المنتخبات في القارة، بعدما توّج باللقب الإفريقي الأخير بجدارة. غير أن هذا الإنجاز يصطدم بواقع داخلي يثير الكثير من الجدل، حيث أن المغرب لا يتوفر، حتى اليوم، على دوري وطني منظم لكرة القدم داخل القاعة، كما أن القاعدة التكوينية لا تقدّم منظومة قوية قادرة على تغذية المنتخب بلاعبات متخصصات. منتخب بلا دوري قوي وعلى الرغم من النجاحات الأخيرة، يشير العديد من المتابعين إلى أن غياب بطولة وطنية مستقرة واحترافية يحدّ من التطور الحقيقي لهذه الرياضة. والمفارقة واضحة: بلد بطل لإفريقيا، لكنه يفتقر إلى دوري محترف وإلى بنية قاعدية فعّالة. وانعكس هذا الوضع في تركيبة المنتخب، فجزء كبير من اللاعبات المستدعيات ينحدرن أساساً من كرة القدم العادية (11 لاعبة) قبل أن يتم تحويلهن إلى كرة القدم داخل القاعة، وهو سلوك شائع بسبب غياب قاعدة تكوينية متخصصة أو أندية قادرة على تطوير اللاعبات منذ الصغر. جدل بسبب الإقصاءات وأثار مدرب المنتخب الوطني، عادل سايح، جدلاً واسعاً بعد استبعاده لاعبات محترفات في دوريات أوروبية مرموقة ويمتلكن خبرة دولية وتكويناً متخصصاً في كرة القدم داخل القاعة. وقد انتقد خبراء ومتابعون هذه الاختيارات، معتبرين أنها قد تؤثر على قدرة المنتخب على الظهور بمستوى تنافسي في بطولة عالمية بهذا الحجم. من الهيمنة الإفريقية إلى التحدي العالمي ورغم أن المنتخب المغربي أثبت قوته على المستوى الإفريقي، فإن متابعين يرون أن الفوز بكأس إفريقيا — حيث تفتقر بعض المنتخبات إلى دوريات أو حتى إلى بنية تنافسية — يختلف تماماً عن مواجهة منتخبات عالمية قوية تمتلك خبرة طويلة في هذه الرياضة، بحيث يمثل مونديال الفلبين اختباراً حقيقياً للمنتخب، الذي يدخل المنافسة بموهبة كبيرة، ولكن بإعداد أقل من منافسيه الرئيسيين. ويقف المنتخب المغربي النسوي للفوتسال اليوم أمام تحدٍّ مزدوج، الظهور بصورة مشرفة في أكبر محفل عالمي، وإثبات أن تفوقه القاري ليس مجرد صدفة، بل خطوة أولى نحو بناء منظومة حقيقية لكرة القدم داخل القاعة للسيدات