الست ” لمروان حامد في أول عرض عالمي بمراكش.. ياله من فيلم..!

مراكش – سميرة مغداد: 

تصوير: زليخة

استمتع جمهور السينما العالمية ليلة أمس بمراكش، بتحفة فنية صنعتها أيادي المخرج المصري مروان حامد، الذي كان قد استفاد من دعم ورشات الأطلس بمراكش، وكان جمهور السينما على موعد مع عمل ملهم يعرض لأول مرة عالميا في ليلة احتفالية حضرها طاقم الفيلم، حيث جدد المشاعر الجميلة إزاء كوكب الشرق أم كلثوم، فيلم حكى فيه المخرج حكاية “الست” مع الفن والحياة بكثير من التبصر الإبداعي لشخصية فنية لم تقتلها ذاكرتنا العاطفية والفنية بعد.

 

استرجعنا مع الفيلم سيرة امرأة ملهمة استطاعت أن تترك بصمة قوية في الوجدان العربي رغم أنها رحلت منذ أزيد من خمسين عاما.

 

كانت منى زكي في الموعد وهي تتقمص الشخصية القوية الحازمة للست، رغم أننا كمتفرجين تخوفنا أن لا تتمكن من حمل هذا الدور كما يجب، علما بأننا شعرنا أحيانا أن الشخصية قد تنفلت من الممثلة منى، لكنها سرعان ما تعود لإقناعنا أنها مع الشخصية قلبا وقالبا، لدرجة التماهي أحيانا.

IMG 20251204 WA0010

نجح حامد في منح الشخصية بعدا إنسانيا متوازنا بعيدا عن التقديس أو المبالغة المفرطة في الاعتداد بشخصية أم كلثوم، بل جعلها تظهر في كل حالاتها، بضعفها وقوتها وحساسيتها.

 

لقد قدم الفيلم أسمى معاني الشغف من خلال حب أم كلثوم للغناء والطرب، وتمكن من الإلمام بكل أبعاد شخصية المرأة العاشقة الخائفة التواقة للاستقرار العاطفي والنفسي دون أن تقع في الانكسار السلبي الذي يجعلها امرأة محطمة.

 

“الست” فيلم يؤرخ لشخصية ملهمة في التاريخ المعاصر، فيها استثمار جميل للأدوات الفنية التي تلونت بالمشاعر والضوء وتقنية الأسود والأبيض التي تصور الماضي الشاهد، أيضا، على تحولات سياسية حاسمة في تاريخ مصر والدول العربية.

 

لقد تجاوب الجمهور مع الفيلم وصفق بحرارة لهذا العمل الجديد لمخرج متميز يكتب تاريخه بمهنية عالية. ليتنا نحن أيضا، في المغرب، نلتفت لرموز الفن والأدب ونصنع أفلاما تُشعرنا بالفخر بهذه الرموز وتمنحنا فسحة للسعادة أيضا ونحن نشاهد فيلما كامل الأوصاف.

 

لقد أيقظ الفيلم مشاعر التعاطف من جديد مع “سومة”، كما كان جمهورها يناديها بحب كبير، والتقدير لامرأة شغوفة بعملها حتى النخاع، امرأة موهوبه سبقت زمانها في قول كلمتها كامرأة مستقلة ورائدة في وقت لم يكن يُعترف بقدرات النساء.

IMG 20251204 WA0011

نجح المخرج في إدارة الممثلين، وتفوق الكاتب السيناريست أحمد مراد في سبر أدوار الشخصيات التي ظل بعضها يحتاج إلى أكثر من ضوء لفهم طبيعة العلاقة بينها وبين الست، خاصة الشاعر أحمد رامي الذي يمكنه لحاله أن يدفعنا إلى تخيل سيناريوهات وأبعاد أخرى لحياة أم كلثوم، بل يمكن أن يولد أفلاما أخرى لحياة مليئة بالتحديات والتناقضات.

 

صفقنا بحرارة لهذا المولود العالمي في مراكش، واستأنسنا بفن رفيع امتزج فيه الحب بالشعر والفن والجمال.. تحركت مشاعرنا فعلا وتعاطفنا بعمق مع كل الشخصيات التي دارت في فلك “الست” التي شدت انتباه الجمهور زهاء ساعات كاملة من العرض.

فيا له من فيلم..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )