المساء اليوم – متابعة: قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن "الجزائر انطلاقا من مبادئها لن تتخلى عن دعم، ما أسماه، حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، متهما كلا من الرئيس الفرنسي الأسبق، جيسكار ديستانغ، ووزير الخارجية الأميركي الاسبق، هنري كيسنجر، بـ"فتح قضية الصحراء، ليعاقبا بومدين، وخاصة بعد تأميمه للنفط، وجعل ملف الصحراء مستنقعا تقع فيه الجزائر ولا تستطيع الخروج منه والهدف هو إضعاف الجزائر من جهة، وتمتين علاقات فرنسا وأميركا بالمغرب كي يصبح مطواعا لكل ما تريده فرنسا أو أميركا". وبخصوص دور الأمم المتحدة في ملف الصحراء، قال لعمامرة "تبين لنا أن الهدف من قبول دور للأمم المتحدة هو كسب الوقت بالنسبة للمغرب، حتى مخطط التسوية ووقف إطلاق النار عام 1991 وإرسال بعثة لمراقبة الاستفتاء في الصحراء (مينورسو) كان الهدف منه كسب الوقت لخلق حقائق على الأرض تصبح معها التسوية العادلة صعبة التحقيق". وحسب وزير الخارجية الجزائري، فإن فكرة استخدام ورقة الصحراء لتقوية المغرب وإضعاف الجزائر ما زالت قائمة، وقال لصحيفة (لقدس العربي)، "وعادت المسألة من جديد بعد قضايا الإرهاب والحراك الشعبي في الجزائر، أعيدت إثارة هذه القضية ظنا منهم أن الجزائر مشغولة في أوضاعها الداخلية"، مضيفاً "لديهم قناعة أيضا أن الأمم المتحدة انصاعت لإملاءات فرنسا وأميركا في هذا المضمار وتخلت عن فكرة تصنيف الأزمة على أنها تتعلق بتصفية الاستعمار بل قضية تتعلق بخلافات محلية يمكن حلها بمنح الحكم الذاتي لسكان الصحراء وهو تراجع خطير من قبل الأمم المتحدة عن أحد أهم مبادئها في منح الاستقلال للشعوب والأراضي الخاضعة للاستعمار كما نص على ذلك قرار 1514 لعام 1960". وزعم وزير الخارجية الجزائري أن "المغرب يعرف أنه غير قادر على فرض رؤيته في الصحراء، ما زال هناك قلعة صامدة هي الجزائر تدعم حق الشعب الصحراوي بحق تقرير المصير كما تدعم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير، وليس في نية الجزائر، لا الآن ولا في المستقبل، أن تتخلى عن هذا المبدأ"، مضيفاً "لهذا بدأ مخطط استهداف الجزائر مرة أخرى كأولوية لأنه لا يمكن فرض الواقع على الصحراء حتى مع اعتراف ترامب أو غير ترامب ما دامت الجزائر تقف مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل حق تقرير المصير. ومن هذا المنطلق نفهم قضية التطبيع مع إسرائيل والمؤكد أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من مسألة التطبيع". وحسب لعمامرة فإن "الجزائر لديها مصداقية مع الشعوب العربية أكثر بكثير من مروجي نظرية كل دولة تتعامل مع قضاياها كما تراها هي بعيدا عن أي تنسيق جماعي، كما عملت دول التطبيع مثل المغرب والسودان والإمارات"، مضيفاً "إن علاقة المغرب بإسرائيل، وأثر ذلك على قضية الصحراء وعلاقة إسرائيل بالقضية الفلسطينية في ظل التطبيع العربي، سترسم معالم العالم العربي الجديد، ولو تم محاصرة الجزائر وزعزعة أمنها الداخلي سيكون المطبعون والواقفون على المحطة بانتظار قطار التطبيع سعداء بإزاحة عقبة الجزائر التي ترفض التطبيع بشكل مبدئي". وتابع لعمارة اتهاماته "خلافا لما حدث عام 1975، الذي كان يستهدف النظام، الآن يستهدفون الجزائر كأمة، كوحدة وطنية وسيادة واستقلال وطني ووحدة ترابية، الآن الأمور أخطر، نحن نشعر أن حربا شاملة تشن ضدنا، وكل ما أخذناه من خطوات عبارة عن إجراءات دفاعية للحفاظ على أمن وطننا". وأضاف "الدعايات المضادة تستمر في تشويه صورة الجزائر. بل وهناك من لديه لوبيات أجنبية في فرنسا وأميركا لتشويه صورة الجزائر وتبييض صورة المغرب إلا أننا لا نأبه لمثل هذه الدعايات فلدينا ما نقوم به الآن. وعلى الدبلوماسية الجزائرية أن تتحرك في هذه الاتجاه. نحن حريصون على استقلالنا"، متابعاً "لا نقبل أحدا أن يستخدمنا لمصالحه، نحن بلد لديه مبادئ، ولا نقوم بخطوات رد الفعل، وحماية أمننا الوطني أولوية ولذلك جاءت خطواتنا بقطع العلاقات مع المغرب ووقف مرور الغاز من المغرب ضمن هذا التصور". وتخوض الجزائر مؤخرا حملة إعلامية غير مسبوقة ضد المغرب، كما أنها تحاول جر المنطقة إلى حرب بعد انتكاسة كبير للدبلوماسية الجزائرية على الصعيد الدولي بعد أن حقق المغرب مكاسب دبلوماسية في قضية الصحراء.