المساء اليوم: قالت صحيفة (The Independent) البريطانية، إن شركة غوغل الأميركية روجت على موقعها بشبكة الإنترنت قمصاناً تُمجِد (حماس)، وجنت من خلال ذلك مزيداً من الأموال، وذلك بعد أيام من تصنيف المملكة المتحدة (حماس)، بجناحيها السياسي والعسكري، "منظمة إرهابية". وكان البرلمان البريطاني قد صدَّق مؤخراً على قرار وزارة الداخلية تصنيف الحركة بأكملها "منظمة إرهابية" بزعم كبح "معاداة السامية"، ودخل القرار حيز التطبيق الجمعة 26 نونبر، وتجعل الخطوة من الانتماء إلى "حماس" أو حتى ارتداء ملابس توحي بأنَّ الفرد داعم لها "جريمة جنائية"، ويمكن سجن منتهكي القانون ما يصل إلى 14 عاماً. لكن رغم هذا، وجدت (The Independent) أنَّ عملاق الإنترنت، الذي يمتلك أكثر من 2 مليار مستخدم نشط لخدماته حول العالم، عَرَضَ إعلاناتٍ لقمصان تحمل رسالة "كتائب عز الدين القسام" مُزيَّنة بصورة، على ما يبدو، تُصوِّر أحد مقاتلي الحركة وهو يرتدي معطفاً عليه عَلم فلسطين، في الأيام التي تلت القرار. وتروِّج غوغل، القمصان التي يبلغ سعرها 9.93 جنيه إسترليني (13.14 دولار)، والتي يبيعها موقع آخر، على قمة قسم "التسوق" في محرك البحث خاصتها. حتى إنَّ أحد الإعلانات سلَّط الضوء على وجود "تخفيض في السعر"، مُشيراً إلى أنَّه كان يُباع سابقاً بسعر 19.26 جنيه إسترليني (25.49 دولار). تلك الإعلانات ظهرت بعد القيام ببحث عن كلمة "Hamas" (حماس) في قسم التسوق بمحرك البحث، وأشارت رسالة بجانب الإعلانات إلى أنَّ غوغل قد حصلت على مبلغ في مقابل عرض هذه الإعلانات، وجاء في نص الرسالة، "منتجات وعروض تطابق بحثك. تحصل غوغل على مقابل من هؤلاء التجار. والمقابل المدفوع واحد من بين عوامل عديدة مستخدمة لترتيب هذه النتائج". إلا أنه بعد تقديم النتائج التي توصلت إليها (The Independent)، حذفت غوغل الإعلانات والقوائم في غضون ساعات، وقال متحدث باسم غوغل، "إنَّنا نحظر الإعلانات أو المنتجات التي تقوم بها مجموعات إرهابية أو تكون مُوجَّهة لدعمها. وفي هذه الحالة، حذفنا الإعلانات والقوائم من منصتنا. إنَّنا نطبِّق سياساتنا بقوة ونتخذ إجراءاتٍ حين تُنتَهَك". يأتي ذلك بعدما نشرت الشركة الأم لـ"غوغل"، شركة Alphabet، أرباحاً فصلية قياسية بلغت 18.93 مليار دولار في أكتوبر، بعدما تعزَّزت بفضل زيادة في عائدات الإعلان. بدورها، قالت رئيسة "مجلس نواب اليهود البريطانيين"، ماري فان دير زيل، إنه "من غير المقبول تماماً أن تقبل غوغل إعلانات على منصتها تروِّج مواد تُمجِّد جماعة إرهابية محظورة"، حسب قولها. وأضافت "فعلت غوغل الصواب بحذفها الإعلان، لكن في المستقبل لابد أن تتحمَّل مسؤولية التدقيق اللازم في كل المنتجات التي يُعلَن عنها على منصتها"، في حين ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية، "نتوقع من شركات التكنولوجيا كبح المحتوى الإرهابي على منصاتها والرد على التهديدات التي تظهر بسرعة. نحن سعداء بأنَّ غوغل تحركت بسرعة للغاية هنا، وسنواصل العمل مع الشركات لضمان بقاء هذا الأمر أولوية".