المساء اليوم: عقد بالدار البيضاء، لقاء جهوي حول التجميع الفلاحي من الجيل الجديد بجهة الدار البيضاء – سطات، بهدف تحسيس مختلف الفاعلين الجهويين والمتدخلين من أجل تعزيز عملية إنشاء مشاريع التجميع الفلاحي من الجيل الجديد بالجهة. ويندرج هذا اللقاء، المنظم الاثنين، من طرف وكالة التنمية الفلاحية (ADA)، بتعاون مع المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، في إطار تنزيل محاور استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” الجديدة على المستوى الجهوي، ولا سيما “الجيل الجديد” من التجميع الفلاحي. وانخرطت جهة الدار البيضاء – سطات، التي تضم أكثر من 1200 وحدة صناعية ، تثمن، بالإضافة إلى الإنتاج الجهوي ، المنتوجات الفلاحية القادمة من الجهات الأخرى، في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة للتجميع من خلال بلورة أكثر من 16 مشروعا للتجميع الفلاحي تهم جميع السلاسل الفلاحية. وقال المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، المهدي الريفي، إن هذا اللقاء يندرج ضمن اللقاءات الجهوية التي تأتي في سياق خاص يتميز بالانطلاق الفعلي لإستراتيجية الجيل الأخضر وإطلاق مشاريع للتجميع من الجيل الجديد، مبرزا أن تشجيع التجميع الفلاحي يندرج ضمن التدابير المتخذة من طرف وزارة الفلاحة بغية تطوير وتحديث الفلاحة الوطنية، وذلك في إطار كلا المحورين الأساسيين لاستراتيجية الجيل الأخضر والمتعلقين بإعطاء الأولوية للعنصر البشري واستدامة التنمية الفلاحية. وأوضح أن التجميع الفلاحي يعتبر نموذجا مبتكرا لتنظيم الفلاحين حول فاعلين خواص أو تنظيمات مهنية، من أجل تفادي العوائق المرتبطة بالهياكل العقارية، فضلا عن تمكين الفلاحين المُجَمَّعِين من الاستفادة من تقنيات الإنتاج الحديثة، ومن التمويل وكذا الولوج إلى الأسواق الداخلية والخارجية، مضيفا أن “المجمِّعين من جهتهم، يضمنون تموين الوحدات الصناعية الفلاحية بمنتجات ذات جودة عالية ومضمونة المسار وكل ذلك في إطار شراكة مربحة لكلا الطرفين”. وأضاف الريفي، أنه منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر، عملت الوزارة على إرساء الإطار التنظيمي والتحفيزي لتشجيع مشاريع التجميع الفلاحي، كما عملت على تطويره وتحسينه بطريقة تدريجية ومعقلنة بناء على التجربة الميدانية والمكتسبة، مذكرا في هذا الخصوص، بالنصين التطبيقين الجديدين للقانون رقم 12-04 المتعلق بالتجميع الفلاحي. وأبرز أن هذين النصين يهدفان بشكل أساسي إلى تبسيط مساطر المصادقة ومنح إعانات الدولة الخاصة بالتجميع الفلاحي، ومراجعة الشروط والمعايير الأهلية، ودمج نماذج وسلاسل جديدة للتجميع، وإدراج معدات تربية الماشية في لائحة المعدات المستفيدة من الإعانات بنسب تفضيلية. من جهته، أشار المدير الجهوي للفلاحة بجهة الدار البيضاء – سطات، عبد الرحمن النايلي، إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار مواصلة سلسلة اللقاءات الجهوية حول التجميع، مبرزا أن الهدف من هذه اللقاءات يكمن في تحسيس كافة الفاعلين والمتدخلين من أجل تعزيز إرساء جيل جديد من مشاريع التجميع في الجهة، مبرزاً أن جهة الدار البيضاء سطات، تعد قاطرة للتنمية الفلاحية في المغرب، مشيرا إلى أن الجهة تساهم بنسبة 16 في المائة في الناتج المحلي الزراعي الوطني . من جانبه، أشاد رئيس غرفة الفلاحة بالجهة عبد القادر قنديل، بالإنجازات التي تحققت بفضل مخطط المغرب الأخضر، مشيرا إلى أن هذه الخطة الاستراتيجية مكنت القطاع الفلاحي من تحقيق نتائج إيجابية على مستوى سلاسل القيمة المختلفة، من حيث زيادة الإنتاج والقيمة المضافة لمختلف المنتجات الزراعية. من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد المغربي للزراعة والتنمية الريفية (كومادر)، محمد يوسف العلوي، أن الفدراليات البيمهنية المنضوية تحت لواء (كومادر)، مقتنعة بأن التجميع الفلاحي يعد إطارا قادرا على تبسيط وتخفيف الإجراءات المعقدة المتعلقة بالأراضي والتمويل، وتعزيز تثمين المنتجات الزراعية وتسهيل تسويقها. واعتبر أن حضور الفلاحين يشهد على تأييد وقناعة الجميع بأهمية التجميع الفلاحي من الجيل الجديد، مشيرا إلى أن هذا النموذج يعتبر نهجا مبتكرا للجمع بين صغار المزارعين والفدراليات البيمهنية على أساس شراكة رابح-رابح. وحسب العلوي، فإن الفدراليات البيمهنية الفلاحية، مستعدة لمواكبة تنفيذ هذا المشروع الذي يشمل جميع سلاسل القيمة الفلاحية، سواء الحيوانية أو النباتية، مشيرا إلى أن التجميع على المستوى الجهوي سيسهم في تعزيز سلاسل الإنتاج الفلاحي، مما سيسمح بتحقيق أهداف الجيل الأخضر، لا سيما في ما يخص ظهور وتوسيع الطبقة الفلاحية الوسطى. ويندرج هذا الجيل الجديد من مشاريع التجميع ضمن المحور الأول لاستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” المتعلق بإعطاء الأولوية للعنصر البشري، وذلك من خلال اعتماد نماذج تنظيمية جديدة وتعاونيات فلاحية وتجميع فلاحي يجمع بين القيمة الاقتصادية والاجتماعية.