موسكو تواصل حشد قواتها على حدود أوكرانيا وتُهدد الغرب بـ”ردّ قاس”

 المساء اليوم – وكالات:

أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء، أن الحشود العسكرية الروسية مستمرة قرب حدود أوكرانيا، في حين طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربَ بضمانات قانونية لعدم توسعه شرقا، وتوعده برد قاس في حال تعرضت بلاده لأي “عمل عدائي”.

فقد قال الحلف الأطلسي إن روسيا مستمرة في حشد قواتها قرب أوكرانيا، وذلك على الرغم من دعوات خفض التصعيد. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن أي حوار مع روسيا يجب أن يحترم المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الأمن الأوروبي. وأضاف ستولتنبرغ أن الناتو سيعقد لقاء مع الجانب الروسي في أقرب وقت العام المقبل.

وكان الناتو وواشنطن تحدثا مرارا عن نشر روسيا قوات كبيرة على حدود أوكرانيا، وحذراها من دفع ثمن باهظ في حال أقدمت على اجتياح الأراضي الأوكرانية. كما تحدثت أوكرانيا عن انتشار نحو 100 ألف جندي روسي على حدودها، وعن غزو روسي محتمل أواخر الشهر المقبل. لكن موسكو نفت أي تكون لديها أي خطة للهجوم على أوكرانيا، ووصفت التقارير بهذا الشأن بأنها دعاية غربية كاذبة

بوتين يطالب ويتوعد

وفي موسكو، قال بوتين اليوم إن بلاده قلقة من مناورات الناتو قرب حدودها ونشر الدرع الصاروخية الأميركية شرق أوروبا، محذرا من أن روسيا سترد بقسوة على أي خطوات عدائية بحقها. وأضاف بوتين -خلال اجتماع بوزارة الدفاع ضم رئيس هيئة الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف- أن روسيا تريد ضمانات أمنية قانونية طويلة الأمد من قبل الغرب وليس وعودا شفهية، وتابع أن بلاده لها كل الحق في الدفاع عن أمنها، موضحا أن روسيا لا تطالب لنفسها بوضع أمني خاص وإنما بأمن عام موحد.

كما انتقد ما وصفها بالمناورات الأميركية في التعامل مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، قائلا إن الولايات المتحدة تتحرك على بعد آلاف الكيلومترات عن أراضيها قرب حدود بلاده بدواعي ضمان أمنها. وبشأن الضمانات الأمنية التي يطالب بها، قال بوتين إن موسكو تنتظر ردا واضحا وشاملا من واشنطن بشأن مقترحاتها، وتحدث عن إشارات من الجانب الأميركي قائلا إن الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح تعيين مبعوث خاص للمفاوضات بشأن الضمانات الأمنية.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه سيطلب من وزارة الدفاع إجراء تعديلات على خطط التدريبات العسكرية لعام 2022. من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو “أميركا تزيد وجودها العسكري بالقرب من حدودنا” واعتبر أن نشاط القوات المسلحة الأوكرانية قرب حدود بلاده يمثل تهديدا للأمن الروسي.

وأوضح شويغو أن أكثر من 120 عنصرا من شركات عسكرية أميركية خاصة يعملون في دونباس الأوكرانية، مؤكدا أن واشنطن والناتو تستخدمان الطيران الإستراتيجي بشكل أوسع في مناوراتهما قرب الحدود الروسية. وبالتزامن، قال أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي إن إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا سيؤدي إلى تصعيد الوضع في العلاقات مع بلاده، مضيفا أن موسكو تعول على تفهم الولايات المتحدة عواقب هذه الخطوة.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يريد الحصول على إطار زمني محدد من الناتو عام 2022 فيما يتعلق بعضوية بلاده بالحلف، في هذا السياق. وبالتوازي، دعا رؤساء كل من أوكرانيا وبولندا وليتوانيا المجتمعَ الدولي إلى تصعيد العقوبات على روسيا، ردا على ما يصفونه بعدوانها المستمر ضد أوكرانيا.

تجربة صاروخية

وكشف المكتب الإعلامي لأسطول المحيط الهادي الروسي عن إجراء تجربة صاروخية وصفها بالناجحة، وتحدث عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز “كاليبر” من غواصة في بحر اليابان ليصيب هدفا على الأرض على مسافة ألف كيلومتر. وجاء في بيان الأسطول أن أحدث الغواصات العاملة بالديزل والكهرباء أطلقت صاروخا من وضعية تحت الماء، في بحر اليابان، أصاب هدفا أرضيا في إقليم خاباروفسك، بالشرق الأقصى الروسي على بعد ألف كيلومتر.

وكانت قطعات بحرية تابعة لأسطول المحيط الهادي الروسي نفذت أمس الاثنين عمليات إطلاق من مختلف أنواع الأسلحة في محاكاة لأهداف بحرية فوق وتحت الماء. وجاءت التجربة الصاروخية قبيل مشاركة الرئيس الروسي باجتماع لقيادة القوات المسلحة يستمع خلاله لعرض عن الأوضاع العسكرية، وإستراتيجية الجيش للعام المقبل.

محادثات أميركية روسية

وأعلن مسؤول في الخارجية الأميركية اليوم أن التواصل مع الجانب الروسي، بشأن التوترات الحالية، سيتم الشهر المقبل. وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان تحدث مع المستشار الرئاسي الروسي للشؤون الخارجية، وأكد استعداد واشنطن للدبلوماسية عبر عدة قنوات، وأن يكون الحوار مبنيا على المعاملة بالمثل وبالتنسيق الكامل مع الشركاء والحلفاء الأوروبيين.

وفي وقت سابق، قال قسطنطين غافريلوف رئيس وفد روسيا في محادثات الأمن العسكري ومراقبة التسلح في فيينا إن من الممكن أن تبدأ المفاوضات بين موسكو وواشنطن حول الضمانات الأمنية قريبا. وعبر غافريلوف عن تفاؤله باحتمال التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة. ويُعد ما تبحثه الاتصالات الروسية الأميركية تحديدا ضمانات طالبت بها موسكو لتخفيف التصعيد، وقد جاءت في مسودتين قُدمت إحداهما للحلف الأطلسي، والثانية للولايات المتحدة.

ففي المسودة المقدمة لواشنطن، تطالب موسكو بتعهد أميركي بعدم توسع الناتو شرقا، ورفض انضمام الدول السوفياتية سابقا إلى الحلف. كما تتضمن المسودة التزاما أميركيا روسيا بإزالة البنية التحتية لنشر الأسلحة النووية خارج أراضيهما، وأن يمتنع الطرفان عن تدريب العسكريين والمدنيين من الدول التي لا تملك سلاحا نوويا على استخدام تلك الأسلحة.

من جانب آخر تبرز في المسودة المقدمة للناتو مطالبة روسيا بأن تتعهد دول الحلف باستبعاد انضمام أوكرانيا إليها. كما تقترح على الحلف التخلي عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا وأوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى، وأن يتعهد الطرفان بعدم نشر أسلحة وقوات في دول أخرى إضافة إلى تلك الموجودة هناك حاليا. وقالت واشنطن إن بعض المقترحات الروسية غير مقبولة، ولكنها سترد في وقت ما هذا الأسبوع بمقترحات أكثر تحديدا حول شكل أي محادثات.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )