المساء اليوم: كشف أشرف غني، في برنامج (Today) على (BBC Radio 4)، أنه عندما استيقظ في يوم 15 غشت 2021، لم يكن لديه أدنى فكرة حول أنَّ ذلك سيكون آخر يوم له في أفغانستان، ولم يدرك ذلك إلا عندما غادرت طائرته كابول. ويتذكر غني أنَّ مقاتلي طالبان، في بداية ذلك اليوم، وافقوا على عدم دخول كابول، "لكن بعد ساعتين، تغير الحال"، موضحاً أنَّ "فصيلين مختلفين من طالبان كانا يقتربان من اتجاهين مختلفين. وكان هناك احتمال كبير بنشوب صراع بينهما يدمر المدينة ويعصف بسكانها البالغ عددهم 5 ملايين". وقال إنه وافق على السماح لمستشاره للأمن القومي وزوجته بمغادرة كابول، ثم انتظر سيارة لنقله إلى وزارة الدفاع. السيارة لم تأتِ قط، وبدلاً من ذلك، جاء إليه رئيس الأمن الرئاسي "المرعوب" ليقول إنه إذا اتخذ غني موقفاً معارضاً، "فسيُقتَلون جميعاً". قال غني: "لم يمنحني أكثر من دقيقتين. كانت تعليماتي هي الاستعداد للمغادرة بعد أن سقطت كابول، وكذلك جلال آباد، لم أكن أعرف إلى أين سنذهب. أقلعنا فحسب، وصار من الواضح أننا نغادر أفغانستان، لذلك كان هذا مفاجئاً حقاً". وأكد غني تأكيداً قاطعاً أنه لم يُخرِج أية نقود من البلاد، وقال "أسلوب حياتي معروف للجميع. ماذا سأفعل بالمال؟"، واعترف بارتكاب أخطاء، من ضمنها "افتراض أنَّ صبر المجتمع الدولي سيستمر". وفي أعقاب مغادرته، تعرض غني لانتقادات شديدة من كثيرين في أفغانستان، وضمن ذلك نائبه عمرو الله صالح، الذي وصف رحيله بأنه "مشين". وتعرض غني لانتقادات شديدة واتُّهِم بالتخلي عن البلاد في ذلك الوقت. وهو الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولم تستولِ طالبان على السلطة بالكامل في يوم واحد، لكن كثيرين يصرون على أنَّ رحيل أشرف غني السري المفاجئ في 15 غشت 2021، ألغى اتفاقاً وشيكاً لتأمين انتقال أكثر تنظيماً. في كلتا الحالتين، كان من المؤكد أنَّ طالبان ستهيمن. لكن الفراغ الذي أحدثه الرجل الذي تعهد مراراً وتكراراً بـ"القتال حتى الموت"، عمّق الفوضى. بل ينتقده كثيرون على ما لم يفعله في السنوات السابقة، أكثر مما فعله في 15 غشت 2021. التقرير قال إنه بالفعل تلقى مساعدات ضعيفة من الأميركيين، لكنه استغل ما حصل عليه استغلالاً سيئاً. ويُنظر إليه الآن، على نطاق واسع، على أنه زعيم نظري أكثر من كونه سياسياً، ويرون أنه أخطأ في قراءة السياسة الأميركية، والوضع الذي تفكك على الأرض أسرع مما توقعه الجميع، بما في ذلك طالبان. إضافة إلى ذلك، ظهرت مزاعم بأنَّ غني قد أخذ مبالغ طائلة من المال، وهو أمر نفاه نفياً قاطعاً، ورحب بإجراء تحقيق دولي قائلاً إنه سيبرئ اسمه.