“ولاد لفشوش” يفعلونها مجددا..

المساء اليوم – هيأة التحرير:

مرة أخرى، حدث ما نتخوف منه دائما، وهي أن تزهق أرواح بريئة لمجرد أن بعض من يسمّوْن “ولاد لفشوش”، وهم أسوأ بكثير من الكلاب الضالة، قرروا أن يمارسوا متعتهم في سباق السيارات في قلب المدينة، فقتلوا شابة كانت تسير بأمان فوق رصيف بحي النخيل في العاصمة الرباط.

كثيرا ما نبهنا، ونبه إلى ذلك غيرنا، إلى هذه الكارثة التي تستفحل في شوارع المدن المغربية، والمتمثلة في قيام مكروبات بشرية باستعراض عضلاتهم وعضلات آبائهم عبر القيام بحركات ومسابقات استعراضية بسياراتهم الفارهة في المدن المأهولة، إلى درجة ارتكاب جرائم في حق أناس أبرياء، كل ذنبهم أنهم كانوا يعتقدون أن شوارع المدن المغربية ليست هي شوارع ليبيا أو اليمن أو سوريا.

الحادثة الأخيرة جرت الاثنين، حين كان أولاد يعتقدون أنفسهم فوق القانون وفوق البشر، يتسابقون بالسيارات، فتسببوا في مقتل شابة كانت تمشي في رصيف الشارع.

المثير أن الحادثة المفجعة لم تحدث فجرا أو في يوم عطلة في شارع مقفر، بل جرت في حوالي الساعة السادسة من مساء الاثنين، حين كان شاب أرعن يقود سيارة من نوع BMW(ركزوا على ماركة السيارة) رفقة صديق له بسرعة مفرطة، في سباق مع زملاء لهما، قبل أن تنحرف السيارة وتصدم شابة لا يتعدى عمرها 21عاما، وترديها قتيلة على الفور.

لا شك في أن القانون سيأخذ مجراه، فهذه ليست بلاد يسودها قانون الغاب، لكن هذه الوقاحة التي يتصرف بها “ولاد لفشوش” في هذه البلاد يجب أن تتوقف فورا، لأن المغاربة يعيشون على أعصابهم بسبب أشياء كثيرة، ولا مجال للتسامح مع الكلاب الضالة في شوارع المدن المغربية، لأن هذا سيزيد من صب الزيت على النار.

ما جرى في الرباط ليس الأول، فقد استفحلت ظاهرة قيام “ولاد الفشوش” بعمليات خطيرة لتفحيط سياراتهم الفارهة في قلب الشوارع المغربية، والقيام بسباقات خطيرة بمحاذاة المارة في شوارع ممتلئة، مع ظواهر كثيرة أخرى ينبغي أن تتوقف فورا، فنحن، في كل الأحوال، في بلد ينص دستوره على المساواة بين جميع الموطنين، ولسنا في بلاد يسودها “الأبارتهايد”.

كما أن هناك ظواهر مشينة في الكثير من المدن المغربية، والمتمثلة في عربدة سيارات أمام الإعداديات والثانويات مما يخلف حوادث خطيرة، وهو ما نبهنا إليه مرارا، لأن الأسر المغربية لم تعد تأمن على أبنائها وهم يذهبون إلى أكثر الأماكن أمانا.. المؤسسات الدراسية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )