المساء اليوم – متابعة: تستخدم أكثر من 40 دولة حول العالم تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) لدعم شبكات الاتصال اللاسلكية بأمان ودون تعطيل لخدمات الطيران، لكن على النقيض، شهدت الولايات المتحدة أزمة كبيرة خلال الأيام الماضية نتج عنها إلغاء آلاف رحلات الطيران الداخلية، وقامت عدة شركات طيران دولية بتوقيف رحلاتها للكثير من المطارات الأميركية، بسبب مخاوف تتعلق بأمان هبوط الطائرات. ومصدر الأزمة ينبع من طبيعة تكنولوجيا الجيل الخامس المتوافرة في الولايات المتحدة، والتي ترغب شركات الاتصال في استخدامها في مناطق تتضمن مطارات، وهو ما يختلف عن مثيلتها في بقية دول العالم. وحذر رؤساء 10 شركات طيران أميركية كبرى من أن نشر أبراج الجيل الخامس بالقرب من مدرجات المطارات سيضرّ بصناعة الطيران، والسفر العام، وسلاسل التوريد، وتوزيع اللقاحات، وكل المجالات الاقتصادية. وأعلنت شركتا "آيه تي أند تي" و"فرايزون" إرجاء تشغيل بعض أبراج الاتصالات اللاسلكية لشبكات(5G) قرب مطارات كبيرة لتجنب أي اضطراب في رحلات الطيران الأميركية. وحسب مصادر مطلعة، فإن "فرايزون" لن تقوم مؤقتا بتشغيل نحو 500 برج اتصالات قرب المطارات، وهو ما يقل عن 10% من التشغيل المزمع، وأن شركات الطيران والإدارة الأميركية تعكف على التوصل إلى حل دائم لهذه المعضلة، فيما لم تذكر تفاصيل الاتفاق التي تشمل مدة الإرجاء. يأتي ذلك بعدما سارعت شركات طيران عالمية إلى تعديل أو إلغاء رحلات إلى الولايات المتحدة قبيل نشر تكنولوجيا الجيل الخامس، التي أثارت مخاوف مرتبطة بالسلامة، وكانت إدارة الطيران الأميركية قد نشرت قائمة محدثة، في وقت متأخر الثلاثاء الماضي، في المطارات التي يمكن للطائرات استخدامها. وحذرت الإدارة من أن أي تداخل محتمل لهذه التكنولوجيا قد يؤثر على قراءة الارتفاعات التي تلعب دورا مهما في هبوط بعض الطائرات أثناء الطقس السيء. وتقدر شركات الطيران 1000 حالة تعطل في الرحلة يوميا بسبب التداخل المحتمل مع أجهزة قياس الارتفاع بالرادار التي يستخدمها الطيارون للهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة. وبدوره، أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بالاتفاق، قائلا إنه "سيتجنب أي اضطرابات محتملة في سفر الركاب وعمليات الشحن وتعافينا الاقتصادي، ويتيح في الوقت نفسه نشر أكثر من 90% من أبراج الاتصالات اللاسلكية كما كان مقررا".