المساء اليوم – متابعة: قالت مصادر دبلوماسية مقربة من رئيس الوزارء الإسباني، بيدرو سانشيز، إن العلاقات المغربية الإسبانية دخلت في "دوامة من التدهور"، وأن مدريد تدرك أن كل ما طرأ من تحسن في العلاقات مع الرباط منذ قدوم وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لم يعد يجدي لتجاوز الأزمة التي تصطدم بتشبث الرباط بموقفها بخصوص الصحراء. ونقلت صحيفة (El Español) الإسبانية عن مصادرها قولهم إن المغرب غير موقفه الشهر الماضي بشأن عودة العلاقات، فيما تُعقد تحركات أخرى على الساحة الدولية ما بدا وكأنه "تقدم تقدم بطيء ولكن أكيد" نحو حل الأزمة. ولم تكشف الصحيفة عن هذه "التحركات الدولية"، لكنها قالت إن "مدريد جمدت الاتفاقات التي تجمعها مع الرباط على حدود سبتة ومليلية". ورغم أن وزارة الخارجية الإسبانية تؤكد أنها تثق في العلاقة الجيدة بين ألباريس ونظيره المغربي، ناصر بوريطة، إلا أنها تدرك أن الطريق قُطع أمام عودة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق. كما قالت الصحيفة إن تغيير المغرب كلمة "حدود" إلى "باب" على اللافتات المجاورة لسبتة ومليلية زاد من تعقيد الوضع، خصوصاً وأن هذه الخطوة التي تأتي في ظل الأزمة بين البلدين هي خطوة غير مسبوقة من الرباط. وأضافت الصحيفة "رغم تأكيد المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب لوزارة الخارجية الإسبانية أنها لم تطلب تغيير مصطلح (حدود) مراكز الشرطة عند المعابر مع سبتة ومليلية، إلاّ أن مصادر الأمنية قالت للصحيفة، إن سبتة ومليلية ليستا ضمن إطار (الحدود)، ولذلك لن يكون من الضروري إدراج تغيير مصطلح (الحدود) في النصوص القانونية والتنظيمية التي تشير إليها المديرية العامة للأمن الوطني في محادثتها مع الخارجية الإسبانية". وأوضحت المصادر، "الواقع أن مكاتب الجمارك في المدن الإسبانية تسمى باب سبتة وباب مليلية، ولكن في عام 2010 أدرجت مراكز الشرطة في هذين الموقعين مصطلح "الحدود"، وهذه الكلمة هي التي ستلغيها الرباط، لقد أرسلوا اللوحات، وما يحدث هو أنهم أرادوا تصحيحه في مراكز الشرطة دون أن يعلم أحد، وأن يغيروا (الحدود) إلى (باب سبتة) و (باب مليلية)، كما هو الحال في الجمارك". ومنذ اندلاع الأزمة العام الماضي، بعد سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أراضيها للعلاج، لم تنجح إشارات "الترضية" التي بعثتها مدريد للرباط من أجل تجاوز الأزمة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. مصادر ترى أن غياب الوضوح السياسي لإسبانيا، يؤزم الوضع، خصوصاً وأن التحولات على المستوى الإقليمي والدولي تفرض على الحكومة الإسبانية تغيير طبيعة التعاطي مع المغرب.