المساء اليوم - هيأة التحرير: لسنا من أنصار إخراج السكاكين بعد سقوط البقرة، لكننا قد نساهم، على الأقل، في شرح لماذا سقطت البقرة، والبقرة في هذه الحالة ليست سوى المنتخب المغربي لكرة القدم. حتى قبل بدء نهائيات الكاميرون تكفل كثيرون، سواء من الصحافيين أو من "غياطة" وسائط التواصل، بالنفخ في المنتخب وجعله لا يقهر، لسبب وحيد وهو أن المنتخب لم ينهزم في الإقصائيات، مع أنه لعب كل المباريات في ميدانه، لأسباب مختلفة، واستطاع خلالها إمطار شباك الخصم بعدد كبير من الأهداف. لكن في كل تلك المباريات لم يكن المنتخب مقنعا في الأداء، ومع ذلك كبر وهمنا بأن المنتخب مرشح لكسب ثاني كأس إفريقية في مسيرته. وفي الكاميرون تكرر نفس السيناريو، ولعب المنتخب المباريات الثلاثة الأولى في مجموعته من دون هزيمة، لكن بارتباك واضح ومن دون إقناع ولا انسجام، ومع ذلك أصر هذا "الجمهور العريض" على الاستمرار في ركوب صهوة الوهم، لمجرد أن أشرف حكيمي يمكنه أن "يعتق" الموقف بضربة خطأ مباشرة، حتى بدا وكأننا سنربح كأس إفريقيا بضربات حكيمي فقط. وعندما حلت مباراة مصر كنا أكثر تفاؤلا، ليس لتحسن مستوى منتخبنا، بل فقط لأن الأرقام إلى جانبنا، والمصريون لا يشكلون عقدة للمنتخب المغربي، ولا هم أقوياء بما يكفي، ومع ذلك كانت الهزيمة من نصيبنا. كلنا نعرف أن المصريين يربحون كؤوس إفريقيا بالكثير من الفهلوة وسعار الاحتجاج على كل شيء، لذلك في جعبتهم الكثير من الألقاب الإفريقية ونادرا جدا ما وصلوا إلى نهائيات كأس العالم، لذلك كان من الممكن جدا تجاوزهم، لكن لاعبي منتخبنا تصرفوا بكثير من البرود والصبيانية، حتى بدوا وكأنهم في مباراة ودية يحاولون فيها كسب التعادل. لم يقدم لاعبو المنتخب المغربي أية إشارة على وجود حماس وقتالية في صفوفهم، ولم يقنع اللاعبون أبدا بأنهم يستطيعون تسجيل أهداف مصنوعة، ولم يثبت المدرب، وحيد خليلوزيتش، أنه مدرب حقيقي، فكل ما في جعبته هو الكثير من التمثيل وتصنع شخصية حازمة لا يملكها في الأصل. نتمنى لو تمر الأيام سريعا جدا ونجتاز المباراة المؤهلة إلى كأس العالم أمام الكونغو، التي صارت أصعب من المتوقع، وبعدها يجب أن نفكر بهدوء، وأيضا بحزم، لكي نتوقف عن جعل الشعب المغربي يفطر ويتغذى ويتعشى بالكرة، وننتبه إلى أن المغاربة يحتاجون إلى أشياء أهم بكثير من هذه الكرة التافهة.