“فتح الأندلس” يخلق الجدل من جديد.. تغريدة تفتح نار الانتقاد على مخرجه وعلى القناة الأولى

المساء اليوم – هيأة التحرير:

يعود مسلسل “فتح الأندلس” مرة أخرى لإثارة جدل واسع في منصات التواصل الاجتماعي، ولكن هذه المرة في المغرب، وذلك بسبب تغريدة لمخرجه الكويتي محمد سامي العنزي، والتي اعتبر فيها انتساب “طارق بن زياد لبلد مُعين تحجيم له”، الأمر الذي فتح عليه وعلى إدارة التلفزة المغربية الذي قامت بشرائه حقوق بثه، وابلاً من الانتقادات، بررها رواد منصات التواصل بأنها حملة “نابعة من الحس الوطني المستمرة على مسلسل السرقة والتزوير فتح الأندلس، الذي يُكرس الاغتيال التاريخي في حق أمجاد أمة المغرب”.

وكانت وسائل التواصل في الجزائر، قبل أسبوع، قد ضجت هي الأخرى بالهجوم على العمل الدرامي الذي يجري تصويره حاليا، زاعمين “تجاهل المسلسل لأصول طارق بن زياد الجزائرية” على حد تعبيرهم. المسلسل الذي من المتوقع عرضه خلال الموسم الرمضاني، ستبثه القناة الأولى يوميا وطيلة شهر رمضان، ويحكي قصة القائد الإسلامي طارق بن زياد، المسلسل إنتاج كويتي سوري تم رصد ميزانية لإنتاجه بأكثر من 3 مليون دولار أميركي، قام بتأليفه ستة كتّاب وهم: أبو المكارم محمد، صالح السلفي، صابر أحمد، محمد اليساري، مدين الرشيدي، إبراهيم كوكي. ومن إخراج الكويتي محمد سامي العنزي.

فإذا كان المسلسل قد أثار ضجة في الجزائر بسب “تجاهل الأصول الجزائرية لبن زياد”، فإن رواد المواقع التواصل في المغرب، انتقدوا تغريدة لمخرجه الكويتي الذي قال إن البعض يعمد إلى تشويه مسلسله قبل الإطلاع على محتواه، وأضاف في تغريدة على صفحته بـ(توتير)، إن “محاولات البعض تحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا سايكس بيكو لن تُفيد، إن طارق وغيره من قادتنا إرث لأمة المليار ونصف مسلم لا دولة معينة أو إقليم”، وهو الأمر الذي جر عليه وعلى إدارة القناة الأولى المغربية وابلاً من الانتقادات.

حيث تساءل رواد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، “كيف لمن لا يعرف الفرق بين إتفاقية سايكس بيكو التي تخص دول الهلال الخصيب، وبين مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي تكالب فيه الغرب على المملكة المغربية، أن يُقدم مسلسلا خالياً من المغالطات التاريخية، كما أن الخلّط بين الإسلام الموجود في كل دول العالم وبين الانتساب للوطن، خطأ آخر”، مؤكدين أن انتساب طارق بن زياد للمغرب فخر وليس تحجيم، رافضين قيام قناة عمومية مغربية رسمية بشراء حقوق بث مسلسل عن “تاريخ محلي من إنتاج أجتبي وسيناريو أجنبي ليذاع في تلفزيون محلي بفكر وقلم وقصة أجنبية”.

البعض رأى قيام القناة الأولى المغربية ببث المسلسل ينم عن انعدام روح المسؤولية التاريخية والوطنية التي يجب أن تتحملها قناة عمومية مغربية، واغتيال تاريخي في حق أمجاد أمة المغرب، محذرين من أن يكون العمل “تحريفا للتاريخ أو لمنجزات قادة مغاربة، وهدفه الوحيد المال”، فيما قال آخرون “اللاتاريخيون يعلمون أهل التاريخ التاريخ، والتاريخ لايرحم، وهاهو الآن يُدَنس، ومن وجب عليهم التصدي، يُصفقون”.

كما حذر رواد مواقع التواصل من أي إساءة لتاريخ المغرب و”مكونه الأمازيغي الذي كان حاضرا وبقوة آنذاك أو تقزيم دورهم في فتح الأندلس سواء في اللباس أو اللغة أو تزوير الأحداث”، مشيرين إلى أنه كان من الأجدر بالتلفزة المغربية والمسؤولين “القيام بسرد هذا الفتح التاريخي المميز من خلال مسلسل مغربي يجسد مرحلة تاريخية مهمة من سلسلة الفتوحات الإسلامية التي ساهم فيها المغاربة بشكل كبير”، متسائلين “لماذا نهمل تاريخنا وبطولات أجدادنا؟، فتاريخ المغرب مكتوب في كتب التاريخ بمداد من ذهب، وليس في المسلسلات التي تغير وتبيح التزوير”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. مصطفى :

    طارق بن زياد قائد عسكري مسلم اختلف المؤرخون حول أصوله منهم من قال أنه عربي ومنهم من قال أنه إفريقي بربري وآخرون قالوا أنه فارسي . ويحتفظ التاريخ بطون فتح الأندلس يعتبر من أكبر الفتوحات الاسلامية على الإطلاق ومما تحمله تفاصيل هذا الفتح أن أهم الانتصارات كانت تحصل خلال شهر رمضان . أما فتح الأندلس كدراما تلفزونية تاريخية فقيمتها في مستوى الإخراج وأداء الممثلين من جهة ومن جهة أخرى في مساهمتها لترسيخ فكرة أن للمسلمين تاريخ مشرق بعيدا عن أي رغبة لإثارة النعرات والفتن .

    0