بين إدريسا ومبابي.. فضيحة قطرية بلا حدود..

المساء اليوم – هيأة التحرير:

يعيش باريس سان جرمان هذه الأيام أزهى أيامه، بعد أن تدخل الرئيس الفرنسي شخصيا من أجل إقناع اللاعب كيليان مبابي بالبقاء في باريس، وقبله تدخل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، مع تدخلات كثيرة جدا.

لكن قبل هذه التدخلات كان التدخل الأكبر للغاز القطري، الذي وضع بين يدي مبابي كنز علي بابا، لكي يرضى بالبقاء في فريق الشيخ تميم، لأن رحيله إلى ريال مدريد كان يعني إهانة كبيرة للغاز وللعروبة وللشيكات على بياض في آن.

لكن ما يهم في كل هذا ليس قرار مبابي بالبقاء في فريقه الأصلي، فهذه حرية شخصية لا أحد يملك حق التدخل فيها، بل الأهم هو أن هذه القضية غطت على فضيحة من نوع خاص، بطلتها قطر أولا وأخيرا.

فقبل بضعة أيام عانى اللاعب السنغالي في صفوف “البي إس جي” إدريسا غي، من إرهاب حقيقي لأنه رفض ارتداء قميص على ظهره ألوان ترمز إلى دعم المثليين الجنسيين، الشواذ سابقا ولاحقا، وتجندت كل فرنسا من أجل إرهاب اللاعب وجعله يرتدي القميص في الملاعب، وحتى لو لم يرض بارتدائه في الملعب فيجب أن يلتقط لنفسه صورة، ولو في منزله، وهو يرتدي القميص الملون بألوان المثليين.

في هذه القضية تدخل الرئيس السنغالي شخصيا، وتدخل رئيس سنغالي سابق، وتدخل رؤساء فرق من كل العام لثني الفريق القطري عن إجبار اللاعب السنغالي على دعم المثلية الجنسية.. ومع ذلك لا يزال الإرهاب الفرنسي القطري ضد اللاعب مستمرا.

ولأن شر البلية ما يضحك، فإن أمير قطر، الشيخ تميم، ألقى قبل أيام كلمة طالب فيها زوار بلاده خلال المونديال باحترام التقاليد والثقافة العربية القطرية، وهو يلمح إلى ما جرى من قبل بعد أن رفضت فنادق قطرية الحجز لمثليين جنسيين، فهددت “الفيفا” بوقف التعامل مع الفنادق القطرية.

إنه تناقض صارخ أكثر من اللازم، فريق الشيخ تميم في فرنسا يجبر لاعبا سنغاليا مسلما على دعم المثلية الجنسية، وأمير قطر يطالب الغرب باحترام تقاليد بلاده تعليقا على موضوع المثلية الجنسية!!..

هل فهمتم شيئا..؟ !

إنها فضيحة بلا حدود.. لكن صفقة مبابي لعبت دورا كبيرا في التغطية عليها..

وقديما قالوا: قطر بلد صغير بعقل كبير.. واليوم يبدو العكس تماما.. قطر بلد بمال كثير وعقل صغير.. صغير جدا.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )