العيد بين أكاذيب الحكومة وعربدة الباعة وجهل الناس

المساء اليوم – هيأة التحرير:

لا يختلف اثنان على أن المغرب فشل بشكل مريع في تدبير عيد الأضحى لهذا العام. وأكثر من هذا فإن الفشل كان كارثيا، فلا أكباش في حجم قيمة الطلب ولا أسعار في المتناول ولا مراقبة جدية ولا أخلاق من طرف عدد كبير من باعة الماشية الذين تصرفوا كأغنياء حرب.. ويضاف إلى كل هذا جهل الأغلبية الساحقة من الناس لمغزى العيد، واختصاره في كومة لحم.

في كل الأحوال فإن حكومة أخنوش يجب أن تحس بخجل كبير بعد أن حولت حياة الناس إلى قطعة من الجحيم خلال أيام العيد، لقد أنتجت هذه الحكومة من الأكاذيب ما لا تنتجه عنكبوت ولاّدة، فمن الحديث عن خروف بـ800 درهم إلى الحديث عن القطيع الكافي من الخرفان إلى الحديث عن الحالة الصحية الجيدة للقطيع.. وفي النهاية لا شيء تحقق على الواقع. فخرفان الـ800 درهم كانت موجودة فعلا، وهي التي ولدت للتو ولا تزال ترضع من أمهاتها، والتي لا يجوز شرعا التضحية بها، أما كفاية القطيع فتلك أكذوبة تستحق عليها الحكومة جائزة أوسكار للأكاذيب لأن ملايين الأسر المغربي بقيت من دون كبش. وفيما يخص الحالة الصحية الجيدة للقطيع فاسألوا عنها المواطنين الذين اشتروا خرافا لا فرق بينها وبين ملامح “فرانكنشتاين” في أفلام الرعب.

إنه جحيم حقيقي لملايين الأسر المغربية تتحمل الحكومة تبعاته، فلا يعقل أن تتحول هذه الحكومة إلى آلة لإنتاج الكذب في واحد من أكثر الأعياد أهمية عند المغاربة، وعند المسلمين عموما، ولا يعقل أن تكتفي الحكومة بالتفرج على العربدة التي مارسها مربو الماشية على المغاربة، ولا يعقل أن تتفرج الدولة على الوضعية الكارثية للأسواق، التي ذكرت الناس بأسواق القرون الوسطى لوضعها وقذارتها ونتانة سلوكاتها.

لكن فوق كل هذا، آن الأوان أن يستيقظ المغاربة من سباتهم وأن يدركوا أن عيد الأضحى ليس عيدا للحم، وأنه عيد يرمز إلى معاني التضحية والوفاء، وأن ذبح الكبش ليس واجبا ولا فرضا، ولا حتى سنة لمن لا يستطيع ذلك، لذلك فإن الكرة الآن في ملعب المغاربة، لكي يقرروا.. فإما أن يظلوا عبيدا للخروف.. أو أن يتحرروا من طقوس لا علاقة لها بالدين.

كثير من “المفترسين” قد يثورون على هذا الكلام.. لسبب بسيط وهو أنهم رهط من الجهلة لا يعرفون معنى الدين ولا الدنيا.. وأحيانا لا يصلون ولا يصومون.. لكن اللحم مقدس بالنسبة لهم.

ليجرب الناس مرة واحدة كيف يستغنون عن الكبش في عيد الأضحى.. ويجعلوه رمزا للتزاور والتصالح ومراجعة النفوس.. وآنذاك سنكتشف قيمة العيد الحقيقية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )