لا يمكن لإسبانيا سوى أن تنتظر: تأجيل القمة ومخاطر النفق الطويل

المساء اليوم:

منذ 2015 لم يتم عقد القمة المغربية الإسبانية، أي أن عقدا كاملا على وشك الانتهاء بينما العلاقات بين الرباط ومدريد تشبه بالون هواء طائر في السماء.. تتلاعب به الرياح من دون القدرة على الإمساك به.

وعندما تجاوز البلدان أزمة خانقة دامت قرابة سنة بفعل استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، للاستشفاء من فيروس كورونا، فإن لا شيء يشي بأن العلاقات المغربية الإسبانية قد تجاوزت فعلا محنة الأزمة.. ففي أية لحظة يمكن لهذه العلاقات المترنحة أن تدخل مجددا ذلك النفق الطويل.

وحتى الموقف الإسباني غير المسبوق من قضية الصحراء، والذي عبر فيه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدور سانشيز، عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي، لا يبدو أنه حلحل فعلا هذه العلاقات الآخذة في البرود مع مرور الزمن، رغم كل محاولات التدفئة الاصطناعية.

والمثير أن إسبانيا التي حاولت إذابة جبل الجليد عبر إعلان دعمها للحكم الذاتي في الصحراء، هي التي عادت بعد هنيهة لتعلن أن موقفها الرسمي “الحقيقي” هو اعتماد حل مقبول من جميع الأطراف، فيما يشبه انتكاسة جديدة وعودة إلى نقطة الصفر.

الموقف الإسباني المستجد جاء تبعا للضغوط القوية من الجزائر التي هددت بكل شيء ضد مدريد، وأوقفت اتفاقية الصداقة مع مدريد ورفعت سعر الغاز وهددت بأشياء إضافية، فعادت مدريد مجددا إلى اللعب على ورقة الغموض.

هكذا يبدو أن قرار المغرب تأجيل القمة المغربية الإسبانية إلى العام المقبل، بعدما كانت مرتقبة الشهر المقبل، يعني أن إسبانيا لا يمكنها أن تفعل شيئا سوى الانتظار، فلا يمكن لمدريد أن ترضي الجزائر البوليساريو والمغرب معا.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )