إلى متى استمرار تعايش الإنسان والغاز في المحمدية..!؟

المساء اليوم- هيأة التحرير:

الانفجارات التي هزت المحمدية مؤخرا يجب أن يكون لها ما قبلها وما بعدها، ومن ألطاف الله أنها لم تخلف ضحايا، لكن هذا ليس عذرا لكي نغلق الملف بعد وقت قصير من الكارثة ونحاول أن ننسى وكأن لا شيء حدث.

هذه الانفجارات كان يمكن أن تشكل كارثة بكل المقاييس، وخزانات الغاز المتفجرة تكاد توجد في قلب المدينة، وهي أيضا على حافة الميناء، والناس أصيبوا بالرعب من داخل منازلهم وهم يرون هذه الانفجارات غير المسبوقة، وكثيرون صاروا يفكرون في الرحيل، ليس عن محيط الميناء فقط، بل عن المدينة ككل.

من الصادم أن نقول إن هذه الكارثة تشبه كثيرا انفجار ميناء بيروت، قبل بضع سنوات، والذي خلف عشرات الضحايا والمصابين، والسبب، سواء في بيروت أو المحمدية، هو التهاون والاستهانة بأرواح البشر.

لقد عانى سكان المحمدية طويلا من هذا التعايش القسري بينهم وبين البترول ومشتقاته، وعلى مدى سنوات طويلة تحمل السكان تلك الروائح المقرفة المنبعثة من معمل التكرير “لاسامير”، الذي نغص على السكان حياتهم إلى درجة أنهم صاروا يعتبرون تلك الروائح قدرا لا مناص منه.

في كل تلك السنوات كان يتم إقامة مناطق خضراء هنا وهناك، وزراعة أشجار وزهور في بعض المناطق، في محاولة لمراوغة الروائح، وهو أسلوب يشبه بناء حاجز من طين في وجه شلال متدفق.

وعندما توقف معمل “لاسامير” تنفس السكان الصعداء، رغم أنه كان لذلك توابع اقتصادية جمة على جيوب المواطنين في مجال المحروقات، لكن كان يفترض أن تتخلص المحمدية، ليس من الروائح فقط، بل من من النيران أيضا.

ومع هذه الانفجارات، صار من الضروري أن تتخلص مدينة المحمدية من المخاطر إلى الأبد، فليس من الصعب إقامة خزانات الغاز في مناطق آمنة ومعزولة، وليس من الضروري أن يتحول جشع أصحاب الغاز إلى تهديد حقيقي للبشر.

نحمد الله مجددا على ألطافه، ونعيد التحذير من كوارث عباده!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. أعذر من أنذر …على الدولة أن تأخذ هذا الانفجار بالعبرة ؛ و أن لا تغض البصر على هذه الكارثة ؛ للبحث عن حل يجنب الساكنة من الأمراض المزمنة المترتبة عن الغازات ثم عملية استباقية للكوارث التي يمكن أن تسببها الانفجارات ؛ مع الجانب الاقتصادي و خلفياته على جيوب الشعب المغربي . يجب أن يؤخذ هذا الانفجار مأخذ الجد !…

    0