المساء اليوم - متابعات: تحول محمد إلى شخص استثنائي جدا في إسبانيا، والذي أرغم الحكومة الإسبانية على الاعتراف بمغربية سبتة، ولو بشكل غير مباشر. ونقلت صحف إسبانية قصة محمد الذي ولد وعاش في إسبانيا لسنوات، إلا أن مدريد تعتبره مغربيا وترغب في إعادته إلى المغرب الذي بدوره لا يعتبره مغربي ولا يرغب في تسلمه. والمثير أن إسبانيا تعتبر محمد مغربيا مع أنه مولود في سبتة، وهو اعتراف ضمني بمغربية المدينة، التي تخضع، منذ قرون، للسيادة الإسبانية وترفض مدريد أي حوار بشأنها مع الرباط. وتقول وسائل إعلام إسبانية إن وزارة الداخلية لا تعتبره مواطنا إسبانيا ويظهر في ملفات الشرطة على أنه مغربي لأنه ولد في سبتة في 1968! وقد اشتدت هذه الفوضى الإدارية في الآونة الأخيرة، عندما بدأت الشرطة الوطنية إجراءات طرد محمد، بعدما راكم سجلا إجراميا واسعا، بأكثر من 30 عملية سطو. واعتقل وحكم عليه بالسجن أكثر من مرة بسبب جرائم منها السطو بالقوة، وسرقة السيارات، والاتجار بالمخدرات، وانتهاك قانون الأجانب. وتورط محمد في سرقة جديدة لتحكم عليه محكمة سبتة بسنتين ونصف، وعملا بالمادة 57 من قانون الأجانب، أمرت الإدارة الإسبانية بطرده من البلد لمدة ثلاث سنوات على الأقل، لكن الرباط تشير إلى أنه ليس مغربيا. وقال محاميه، لويس ألفاريز كولادو إن "الإدارة الإسبانية نفسها منحت محمد بطاقة تسجيل ووثيقة سفر على أنه مغربي ليتمكن من السفر إلى المغرب، مما يدل على أنه لم تكن له في الأصل وثائق مغربية، وتريد إسبانيا مغربته قسرا". ويشدد ألفاريز على أن محمد لا يحمل الجنسية الإسبانية كما لا يحمل الجنسية المغربية أيضا، وهو بين الأشخاص بدون جنسية، في ظاهرة فريدة بإسبانيا، والتي تبرز تيه السلطات الإسبانية وتناقضها في التعامل مع أوضاع سكان سبتة ومليلية. وأمام هذا الوضع، جمدت محكمة بالمدينة قرار طرده من الأراضي الإسبانية، ونقل إلى سجن المدينة.