المساء اليوم: بمبادرة من السفارة المغربية في أيرلندا وبشراكة مع مؤسسة أرشيف المغرب، جرى مؤخرا، بمدينة دون لاوجير بجنوب دبلن، تنظيم معرض للصور والمخطوطات التي توثق للوجود المسيحي في المغرب وتبرز مظاهر العيش المشترك في المملكة. وتميز حفل إطلاق هذه التظاهرة، التي ستتواصل إلى غاية الـ28 من فبراير المقبل بفضاء "دي إل إر ليكسيكون"، بمشاركة دبلوماسيين ونواب وبرلمانيين ورجال دين، وممثلين عن الجالية المغربية. ويذكر أن معرض "المسيحيون في المغرب: العيش المشترك" هو تظاهرة متنقلة تم تنظيمها لأول مرة في كاتدرائية كنيسة المسيح كرايست تشورش في دبلن في يونيو الماضي، قبل أن تحتضنها كاتدرائية "القديس ميل" في لونغفورد في نهاية عام 2022، وستتواصل فعاليات هذا المعرض، الذي يستقبل مئات الآلاف من الزوار كل عام، إلى غاية الثامن والعشرين من فبراير المقبل بفضاء "دي إل إر ليكسيكون". وفي كلمة له بالمناسبة، قال سفير المغرب في أيرلندا لحسن مهراوي إنه "لشرف كبير أن نجتمع حول قيم التسامح والعيش المشترك التي تبنتها المملكة المغربية عبر تاريخها وحتى اليوم"، مُضيفاً أن المعرض، الذي يحمل عنوان "المسيحيون في المغرب: العيش المشترك"، يسلط الضوء على بعض الفترات غير المعروفة من التاريخ المشترك، مسجلا أنه يشكل دعوة للسفر عبر تاريخ المغرب لاستعادة 800 عام من الوجود المسيحي حتى عهد سلالة الموحدين، وأن تاريخ المغرب هو "تاريخ مشبع بقيم التسامح والسلم والعيش المشترك". وقالت عمدة مقاطعة دون لاوجير-راتداون، ماري هانافين، إن هذا المعرض هو طريقة "رائعة" لسرد قصة المغرب، حيث يبرز أهمية العيش المشترك لهذه الأمة ذات الأغلبية المسلمة، والتي يعيش المسيحيون فيها في سلم ووئام، مُضيفة، "هناك درس يجب أن نتعلمه هنا، سواء بالنسبة إلى أيرلندا، حيث خاض المسيحيون حربا بين بعضهم البعض ولم يكن باستطاعة الكاثوليك التعايش مع البروتستانت، ولكن أيضا لبقية العالم حيث غالبا ما تتعرض الأقليات الدينية للاضطهاد". وأكدت أن الدستور المغربي يضمن للجميع حرية ممارسة العبادة، كما يكفل حرية التعبير والتجمع، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت زيارتين بابويتين "مما يشهد على التقدير الكبير الذي يحظى به هذا البلد من قبل المسيحيين والفاتيكان"، كما سجلت وزيرة الثقافة والسياحة والرياضة السابقة أن المغرب “يروج لإسلام يشجع الحوار بين الأديان ويدين العنف وبالتالي يساهم في نشر السلم في العالم".