المساء اليوم - أ. فلاح: الرتبة المتقدمة التي حصل عليها حزب "الأصالة والمعاصرة" في انتخابات 2021، ورغم أن الجن الأزرق لعب فيها دورا بارزا، إلاّ أنها جعلت قادته يعتقدون أنهم يمثلون فعلا قوة سياسية وازنة، وهو ما جعلهم يتعاركون من أجل الحصول على مناصب كبيرة في الدولة، وهذا ما أشعل "حربا أهلية" في البام، شبيهة بالزوبعة التي تندلع في فنجان قهوة صغيرة. الحرب المندلعة يقودها قادة للحزب تم رميهم في جب النسيان، مثل بنشماس وبيد الله وبنعدي وبنعزوز وغيرهم، وكل واحد منهم يريد الحصول على قطعة من كعكة المناصب، بعد أن يئسوا من إمكانية العودة إلى الواجهة الحزبية. والمثير أن عددا من هؤلاء صاروا يلوحون بالتمرد ضد الأمين العام الحالي للحزب، عبد اللطيف وهبي، بل يطرحون في المجالس الخاصة إمكانية عودة، أو إعادة الحرس القديم، إلى القيادة، على رأسهم إلياس العماري، رغم أن هذا الأخير لن يتحرك قيد أنملة من دون أوامر من فوق. المناصب التي يتعارك حولها القادة الباميون هي مزيج من منصب سفير وقاضي بالمحكمة الدستورية ومدراء مؤسسات كبرى ووزراء في التعديل الحكومي المرتقب. وحتى الآن فإن عبد الحكيم بنشماس، الأمين العام السابق للحزب هو الأكثر حماسة لكي يتم تعيينه بالمحكمة الدستورية، وهو ما يعتبر مستبعدا نظرا للتكوين الذي تلقاه بنشماس كمعلم في الابتدائي ثم الثانوي، ثم "معلم" على الطريقة المصرية. بعده يأتي الأمين العام الأول للحزب بعيد تأسيسه، بيد الله، الذي سلم أمره لله بعد أن يئس من أي منصب في الحزب أو في داخل المغرب، ويطمح إلى منصب سفير.. فقط لا غير. أما الأمين العام الحالي للحزب، عبد اللطيف وهبي، الذي خرج سالما من زوبعة مباراة المحامين، فإنه لم يعد يستبعد حدوث انقلاب داخلي يطيح به اليوم قبل الغد، قبل أن تبرد زوبعة المحامين، وهو ما جعله يتصل أكثر من مرة ب"الإمام الغائب" للحزب، إلياس العماري، لإعادة المحاربين إلى رشدهم، مع بعض الوعود لإرضاء الجميع، لكن مع منحه بعض الوقت حتى تهدأ النقمة الشعبية عليه وعلى غلاء الأسعار، وربما قد يتم توزيع كعكة المناصب على قادة للحزب الغاضبين قبل أو خلال الصيف المقبل.