مهرجان الضحك بمراكش مؤجل.. والضحك بالمغرب مهجور..!

المساء اليوم – مراكش:

بعد سنوات من الضحك في عاصمة البهجة، سيغيب جمال الدبوز وفرقته عن موعدهم مع الجمهور المراكشي هذا العام، فقد أعلن منظمو مهرجان مراكش للضحك عن تأجيل نسخة 2023 من مهرجان الكوميديا، وهو التأجيل الذي طرح أكثر من سؤال عن أسبابه الخفية والظاهرة.

هذا المهرجان المدلل، الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، يعتبر في البداية والنهاية مهرجانا فرنسيا في المغرب، رغم أن عرابه هو جمال الدبوز، المغربي الفرنسي الذي اشتهر أكثر خلال مباراة نصف النهاية مونديال قطر بين المغرب وفرنسا، وخلالها ظهر يرتدي قميصا نصفه مغربي ونصفه فرنسي، وهو ما أثار امتعاض مغاربة كثيرين.

البلاغ الرسمي للمنظمين قال إن سبب التأجيل هو “استحالة استقبال المتفرجين لمهرجان الفكاهة الدولي داخل قصر البديع بسبب أعمال الترميم في المبنى”، ويبدو أن هذا العذر أقبح من ذنب.

ويضيف البيان الصحفي، إنه “مع الأسف، ولكن أيضًا بسبب الارتباط بهوية المهرجان تقرر تأجيله، ولا يمكن لأيّ موقع آخر أن يحلّ محل هذا المكان الرمزي الذي شهد ولادة المهرجان ونموه”.

ويعتبر جمال الدبوز هو صاحب فكرة مهرجان مراكش الدولي للضحك، وهو من مواليد عام 1975 في باريس من أبوين مغربيين. وتعرض لحادثة أودت بحياة صديقه وأفقدته ذراعه اليمنى في سن 14. وكان لهذا الماضي تأثير كبير عليه، حيث أصبح بعد نجوميته الكبيرة، نشطا جدا في العمل الاجتماعي الذي يهدف إلى مساعدة الشباب، خصوصا أبناء المهاجرين، على تنمية مواهبهم والابتعاد عن الانحراف.

غير أن الدبوز صار أيضا رمزا لازدواجية الهوية، أو لضياعها على الأرجح، وهو ما يجعل الكثيرين ينظرون إليه كفرنسي يحابي المغرب من أجل مصالحه فقط، بينما يدين بالولاء لفرنسا.

غير أن الأهم في كل هذا هو أن التأجيل له عدة أسباب ظاهرة وخفية، أولها أن العلاقات بين المغرب وفرنسا لم تعد تحتمل الضحك، وأنه من الأفضل تأجيل الضحك إلى ما بعد العثور على ترياق للعلاقات المتردية بين الرباط وباريس.

ثاني الأسباب المحتملة هو أن المغاربة هجروا الضحك من زمان وصاروا فلاسفة يتأملون أسعار الطماطم والبصل والباذنجان وغيرها، وهو ما يطرح أكثر من علامة استغراب كيف أن شعبا يبكي في الأسواق، بينما الفرنسيون وأتباعهم يضحكون في مراكش!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )