المساء اليوم - ع. الدامون: باستثناء النتائج الطيبة التي يحققها المنتخب المغربي "الصغير" في الجزائر هذه الأيام، فلا شيء يسر الناظرين في كرة القدم المغربية، لا داخليا ولا خارجيا، لا في الإنجازات ولا في المستوى. في بضعة أيام فقط تلقت الكرة المغربية صفعتين قويتين، فقد خرج الرجاء الرياضي من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية بشكل غير لائق أمام الأهلي المصري، بعد هزيمة سيئة في القاهرة بهدفين لصفر وتعادل سلبي في الدار البيضاء. لكن أسوأ ما في الإقصاء هو المستوى الرديء لفريق الرجاء، وأيضا غياب روح القتالية والتنافسية، وكأن الرجاء الحالي ليس سوى "فوطوكوبي" بالأبيض والأسود للرجاء الأخضر الملون. غير أن أسوأ ما في تلك المباراة كان وفاة مشجعة شابة لم تكن تدرك أن المغرب الذي وصل منتخبه إلى نصف نهائي المونديال، لا تزال ملاعبه تخضع لتنظيم من القرون الوسطى، ولا تزال التذاكر خاضعة لمافيا التزوير، ولا يزال الناس يدخلون إلى الملاعب بالفهلوة و"باك صاحبي"، بينما أصحاب التذاكر يجب أن يعانوا أو يبقوا خارج الملعب! بعد ذلك بيوم واحد تلقت الكرة المغربية ضربة أخرى بعد خروج الجيش الملكي من المنافسات الإفريقية أمام اتحاد العاصمة بعد هزيمة سيئة بهدفين لصفر في الجزائر وتعادل بهدفين لمثلهما في الرباط، فانضاف الجرح الرباطي إلى الجرح البيضاوي. ومع هذا وذاك لا ينبغي أن نسعد كثيرا لتأهل الوداد الرياضي أمام فريق مغمور من تنزانيا، بعد مباراة ماراثونية ابتسم فيها الحظ للوداد عبر ضربات الترجيح.. فقط لا غير. ومع هذه النتائج لا يجب أن ننسى أننا لا نزال ننتظر التحقيق الموعود في فضيحة بيع تذاكر مونديال قطر، بعد أن وعدنا فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، بمحاسبة المفسدين بشكل صارم، وهو نحن ننتظر لقجع أن يفي بوعده، ولا يبدو أن هذا الرجل سيفي بالوعد. في كل هذا لم نكن نتمنى أن يسعد عسكر الجارة الشرقية بالرحلة المباشرة لطائرة رومانية تقل المنتخب المغربي تحت 17 سنة إلى الجزائر، بعدما قاطع المغرب منافسات كأس إفريقيا للمحليين قبل أشهر لنفس السبب.. أخبرونا ماذا تغير.. ولماذا هذا التنازل؟! نتمنى أن تمر هذه الأيام الحالكة للكرة المغربية بأسرع وقت، ونحن الذين لا نزال نمضغ الإنجاز المغربي الهائل في مونديال قطر، لكن يبدو أن "النية" لم تعد موجودة، أو أن أصحاب النوايا السيئة هم الذين يتحكمون في شؤون الكرة المغربية كما يتحكمون في أشياء كثيرة.