المساء اليوم - هيأة التحرير: تزدحم صفحات الفيسبوك بصور وابتسامات الكثير من المنتخبين والوجوه العامة، وكلهم يفخرون بأنهم تمت دعوتهم إلى الاحتفالات الرسمية لعيد العرش، وهم يختالون في جلابيبهم البيضاء مثل أطفال في يوم عيد. لا أحد ينكر على أحد أن يكون سعيدا بحضوره في مناسبة كبيرة لها رمزية خاصة مثل عيد العرش، لكن المشكلة هي أن يرى الناس وجوها ممقوتة، سواء من بين المنتخبين أو غيرهم، وهم يزهون بحضورهم الاحتفالات الرسمية، وكأن ذلك يجعلهم مواطنين فوق العادة. المغاربة كان بودهم أن يروا في الاحتفالات الرسمية لعيد العرش وجوها قدمت خدمات جليلة لهذا الوطن، وأن يروا أشخاصا يحبونهم ويحترمونهم ويتبادلون معهم آمالا مشتركة من أجل تقدم وازدهار هذا الوطن. الناس يريدون أن يروا في احتفالات عيد العرش أشخاصا يستحقون ذلك فعلا عبر تفوقهم في مجالات تخصصاتهم، وتقديمهم، فعلا، خدمات جليلة للوطن والمواطنين، وليس عبر نفاقهم وتزلفهم. من المؤسف حقا رؤية أشخاص، من نساء ورجال، كل همهم هو الزهو بصورهم على الفيسبوك في احتفالات عيد العرش، من بينهم منتخبون لا أحد يعرف كيف وصلوا البرلمان ولا المجالس المنتخبة، وهم يرسمون ابتسامات عريضة على وجوههم ويفخرون بأنهم، دون غيرهم، حضروا احتفالات عيد العرش الرسمية. لا أحد يعرف طرق اختيار هذه الوجوه، لكن السلطات المحلية في مختلف المدن لها دور كبير في ذلك، لذلك يجب "تجبيد" آذانها لأن المغاربة في حاجة إلى الكثير من الجدية، ورؤية هذه الوجوه في الاحتفالات الرسمية لا يدخل في هذا الباب..!