المساء اليوم - هيأة التحرير: قبل أن يبرد الانقلاب في النيجر جاء الانقلاب في الغابون، وللوهلة الأولى اعتقد انقلابيو نيامي أن ما حدث في الغابون سيخفف عنهم الضغط العسكري والإعلامي، لكنهم كانوا واهمين، لأن العالم الغربي، وخصوصا فرنسا، تصرف وكأن لا شيء حدث في الغابون وظل مركزا على الانقلاب في النيجر! المشكلة إذن ليست متعلقة بالمبادئ والديمقراطية وغير ذلك من الخرافات التي يرددها الغرب، بل هي مرتبطة أساسا بمصالح أوربا في هذه القارة المنكوبة، كما أن أوربا، وفرنسا على الخصوص، هي التي تتوفر على رقم قياسي عالمي في دعم الانقلابات الدموية في هذه القارة، ومن لديه ذرة شك فليطلع على سيرة المرتزق الفرنسي بوب دينار الذي حول القارة السمراء إلى ضيعة خلفية لباريس. ما حدث في النيجر انقلاب غير شرعي في رأي فرنسا لأنه ضد مصالحها وضد مواصلة استنزافها لهذا البلد الفقير جدا والغني جدا.. وما حدث في الغابون ليس انقلابا لأنه حدث داخل منظومة واحدة، بل داخل العائلة الحاكمة، لذلك ستظل مصالح فرنسا مصونة ولا خوف عليها. الوضع في إفريقيا لا يحتاج إلى كثير شرح، لأن تفسير الواضحات من المفضحات، لكن من الضروري التأكيد، بين الفينة والأخرى، على أن الغرب لم يعد يهمه أن يكتشف العالم نفاقه وازدواجية معاييره، فالمشكلة الآن ليست هي الغموض، بل هي الوضوح الفاقع!