المساء اليوم - هيأة التحرير: في أول مباراة له مع المنتخب الإسباني ضد منتخب جورجيا، وقع اللاعب الشاب.. جدا، لامين جمال، على مباراة مذهلة، بشهادة، بل بإجماع كل وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية، وهذا ليس مصدر فخر للاعب الصغير فقط، بل لنا أيضا. لا نفهم لماذا تمادى الكثيرون في شتم لامين جمال بعد اختياره اللعب للمنتخب الإسباني، فهناك لاعبون مغاربة كثيرون فعلوا ذلك قبله، فهل نلوم جمال فقط لأنه لاعب شاب فائق الموهبة وصغير السن.. أم نلوم والده الذي يتحكم في مصيره.. أم نلوم أنفسنا لأننا لا نتقبل الواقع كما هو؟! لامين جمال يفوق في وطنيته الكثيرين ممن يدعون ذلك، كما أن الوطنية ليست هي كرة القدم فقط، وكثيرون من الذين يشتمون لامين جمال وأسرته بعثوا أبناءهم للدراسة والعمل في أوربا وأمريكا ونصحوهم بعدم العودة، بل ويسرقون أموال الشعب ليبعثوها لهم حتى يعيشوا في بحبوحة، وكثيرون من الذين يلومون جمال على اختياره يهربون الأموال والثروات نحو الأبناك الغربية والجنان الضريبية ويشترون الجنسيات الأجنبية، ولا أحد ينتبه لهم، بينما جمال وأسرته يعيشون بعرق الجبين، بكل ما في الكلمة من معنى. خلال المباراة التي خاضها المنتخب المغربي ضد المنتخب الإسباني في مونديال قطر، شاهدنا الطفل لامين جمال سعيدا جدا بفوز المنتخب المغربي، كانت فرحته طفولية وعفوية وعميقة، أما أن يلعب بعد ذلك للمنتخب الإسباني فيجب أن يكون ذلك مصدر فخر لكل المغاربة وليس مبعث نقمة.. فالإسبان لن ينسوا أن أبرز لاعب في منتخبهم مغربي! عندنا لاعبون كثيرون رائعون في المنتخب المغربي، وسيكون منهم المزيد، وكلهم من فرق أوربية أو غربية، وكنا نتمنى أن يكون في المنتخب المزيد من اللاعبين الذين يمارسون في الدوري المحلي، لكننا للأسف نغطي الشمس بالغربال ونجعل من اختيار لامين جمال اللعب للمنتخب الإسباني إهانة للوطن، مع أن الإهانة الحقيقية هي عدم قدرة كل الفرق المغربية على تخريج حفنة من اللاعبين القادرين على ولوج المنتخب.. مع أن الدوري المغربي يسمى بطولة.. بطولة في أي شيء؟! يجب أن نعترف بالحقيقة المرة وهي أننا لم نساهم ولو بواحد في المائة في تكوين الأغلبية الساحقة من لاعبي المنتخب، الذين ولدوا وترعرعوا وتعلموا الكرة في مختلف بلاد العالم، وفي النهاية اختاروا اللعب للمغرب، وهذا شيء يثير فينا الكثير من الفخر، لكن لا ينبغي أن يصيبنا بالغرور فنبدأ في شتم أي لاعب اتخذ قرار اللعب لمنتخب البلد الذي نشأ وترعرع فيه، لأنه بلده أيضا. الذين يهاجمون لامين جمال ينبغي أن يحسوا بالخجل، فقد كان حريا بهم أن يهاجموا لصوص المال العام ومهربي الثروات والمتملصين من أداء الضرائب ومروجي المخدرات وغيرهم من فيروسات هذا الوطن.. أما لامين جمال فمن حقه أن يلعب أينما يشاء.. وسنظل نفتخر به وهو يسجل للمنتخب الإسباني كما لو أنه يسجل لمنتخبنا.. ففي النهاية هو ابننا وسنظل نحبه ونعتز به.